عام مضى بالمعاناة .. فهل سيكون 2023 عام التعايش والمصالحة والسلام ؟

صالح المنصوب
السبت ، ٣١ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٥:٣٧ مساءً

كان عام 2022 وما سبقته من اعوام قاسياً على اليمنيين في كل مناطق اليمن سادت فيها ثقافة القتل والتفجير والخراب , كانت الكراهية حاضرة بكل صورها والطرق مغلقة لأسباب لاتعرفها الا ان هناك حرب وبالرغم من الهدنة التي اعلنت لكنها ظلت الطرقات مغلقة والى اللحظة ولم يتم الحديث عن موضوعها ابدا فهناك من يخاف ان يكون فتحها سبباً لإحلال السلام .

كان عام الحزن و القهر على اليمنيين لا تسمع فيه الا اخبار صادمة قتل وشنق ووفيات فقد رحل عنا اديب اليمن الدكتور عبدالعزيز المقالح واخرون من اخيار اليمن , هناك من مات ولم يتمكن ابنه ان يراه وابن لم يتمكن اباه من المشاركة بجنازته , اشخاص شردوا من منازلهم واصبحت تسكنها العناكب والفئران وتحولت مزارعهم الى خراب , تركوا كل شيء خلفهم دموعهم لاتتوقف على ما حل بهم من معاناة دون ذنب لهم الا ان الحرب توقفت في حدود منازلهم وتحولت الى متاريس . 

يا الله ما اقسى بعض البشر فقد ماتت الرحمة في قلوبهم والقيم اختفت من حياتهم عندما تحدثهم عن السلام يغضبون وعن فتح الطرقات يرفضون في قاموس حياتهم الحرب  فقط فمنها ربحهم .

والاقسى ان حال الناس اقتصادياً يزداد سوء والمؤسسات تفقد هيبتها ودعاة الشر كثر , والناس يشكون الى الله حالهم , كيف سيكون استقبال العام الجديد على حال لم يتغير ومعاناة تكبر وتتعاظم , ومشاكل الوطن تزيد ؟.

امنيات كثيرة لمن عانوا من قساوة الحرب وويلاتها ان يكون 2023 عام التعايش والمصالحة والسلام ,وان يعودوا لمنازلهم و يسود فيه الحب والأخاء وتولد مشاعر تفيض بالرحمة والبحث عن مخرج يقودنا الى سلام شامل , تكون الدولة حاضرة بقوتها وقوانينها ونظامها , دولة بدون طائفية او عنصرية او كراهية , لا سادة فيها ولا عبيد و كل الناس سواسية امام سلطة القانون .

الأمنية ان يتوقف صوت البندقية ويحضر صوت العقل والسلام , وتفتح الطرقات وتنزع الألغام الذي زرعها اعداء الحياة  وتزرع بدلها الورود , عام يبتسم فيه الجميع ويلتقي من حرموا من اسرهم فيه , ويطلق السجناء من المعتقلات على ذمم قضايا رأي .

نحن بحاجة الى معجزة لكل ذلك ونحن من يصنعها اذا انغمسنا في المجتمع وقدنا حملات توعية وخلقنا ثقافة مدنية نستطيع بانفسنا ان نجعل السلام والتعايش ومسار المصالحة هو السائد وكل الثقافات الدخيلة والصغيرة التي لا تحترم الانسان ستذوب  اذا احسنا التعامل امامها لدحضها وفضحها بالثقافة الجامعة التي تحترم الانسان والحرية والعدالة والمساواة .

اتمنى لكل اليمنيين عام كله حب وأخاء وسلام وتعايش وابتسامة , عام بعيداً عن الافكار المحنطة القادمة من الكهوف , عام بلا مناطقية يسير بناء الى التحرر من قيود صنعها الانسان الغير قويم .

بإذن الله وهو القادر ان يجعل منه عام فريد يعود اليمن الى وضعه الطبيعي يمن الحكمة والمصالحة و السلام . كل عام وانتم واسركم وكل من تحبون بألف خير وعافية .  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي