ما أعظم حزننا بعد فراق حكيمنا

صالح المنصوب
الخميس ، ٢١ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً

يرحل الأخيار بصمت وفي ظروف شديدة القساوة وهم يتطلعون إلى مستقبل نقي كنقاء قلوبهم ، يغادرون إلى عالم آخر ويتركون أثر حبهم ونصائحهم العطرة وصفاتهم النبيلة في هذه الحياة تكون ذكرى للأجيال .

أكتب السطور وفي الحلق غصة والعين دمعه وفي القلب جرح كبير لا تطفيه الدموع وأنين لا يفارق الروح وانا احضر عزاء حكيم أسرتنا واحد أعمدة أسرة آل المنصوب الشيخ احمد ناصر المنصوب رحمة الله واسكنه الجنة الذي لا يختلف إثنان على القيم الأصيلة والصفات الحميدة التي تحلى بها.

جمعتني به سنوات النزوح وانغمست في غمارة كثيراً وتلقيت منه الكثير من النصائح التي ارشدني إليها ولازآل صدى صوته يسري في داخلي ، كان رحمه الله أكثر حباً لي وكلما رأني سارع ليحتضني إلى حضنه الدافىء ويمنحني القبلات وأشعر وكأن أبي الذين كان صديقه الحميم حياً ويقول أنت تشبه ابوك ويطلق عليا اوصافاً اعطتني القوة .

كنت أشعر بالسعادة حينما أراه لكن لا أستطيع أن اعالج جرح التشرد والنزوح الساكن بداخله وهو ذلك الطيب والمحب لوطنه والناس والكريم المحب الخير للجميع لكن قساوة الزمن ووجع الحرب فاقمت مرضه حتى توقف قلبه الطيب النقي. رحل أبينا احمد وهو آخر حكماء الزمن القديم ونحن بأمس الحاجة إليه في هذه الظروف ، افتقده جميع من عرفوه وعرفوا عنه نبل الطباع .

لا أعرف كيف أوجه سيل الحزن  التي تتوالى وتجثم على صدري كلما دفنا حزناً ظهر أشد منه ، لكن عندما يغادر المعلم والمرشد والحكيم والكريم هناء يتعمق الحزن ويكبر ويصبح متجذر يصعب أن يطوى بسهوله .. كانت صورته لاتفارق كل من يزور الفاخر تجده حاضراً شامخاً كريماً صوت الحكمة والوقار لا أجد له سوى مواقف كلها تصب في الخير . يارب ما أقسى ما سمعنا من رحيل أنبل الناس وأقربهم إلى قلبي كنت كلما أرآه يحكي لي عن بعض ابجديات والدي رحمة الله التي كنت أجهلها ويرسل تنهيدات على فراقه . يا الله لا أكاد أصدق أن العملاق النابض بالحياة يحمل جسداً بعيداً عن الحياة وفي حفرة بعيداً عن الديار ،ما أقسى هذا الرحيل المفاجىء وهول الصدمة لكن هذا قضاء الله وقدره. نسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وعظم الله اجرنا وأجر أولاده وأسرته . انا لله وانا اليه راجعون  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي