الدكتور بن مبارك .. اختراق مرعب للفوضى من أول شهر

صالح المنصوب
السبت ، ٠٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٣ مساءً

كانت نظرتي مختلفة جداً بعد تكليف الدكتور أحمد عوض بن مبارك رئيسا للحكومة ، وهذا الاستعجال في اليأس والحكم قبل العمل خطأ كبير لكن بعد نزول رئيس الوزراء إلى أكثر من مرفق حكومي خلال أول شهر أزاح تلك النظرة ، وهو أول رئيس حكومة ينزل إلى الشارع منذ2014 ويلتقي بالمواطنين ويستمع لهم واعتقد أنه أخترق قوي للفوضى والتسيب واللامبالاة و هذا يعد اختراق كبير وقد يكون مقدمة لفجر طويل .

 

كان نزوله الأول إلى مصلحة الهجرة والجوازات واللقاء بالمواطنين والاستماع لهم مشجع و هذا مثابة صفعة لتجار الجوازات ، وهي المؤسسة التي عذبة الناس لسنوات طوال بالمتاجرة بالجوازات بالعملة الصعبة وتمنى أن لا يتركهم ويستمر بالمباغته لهم ، فقد أتت الثمرة والنتائج مباشرة بطباعة جواز كل من يحضر ممن ملفاتهم معلقة لكن لماذا لا تطبع جميع الجوازات فقد اظهروا النزاهة وهي المؤسسة الغارقة بالفساد .

 

بعدها نزوله إلى مستشفى الجمهورية والاستماع للموظف والمواطن وكذا النزول للضرائب والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة هذا بشائر خير بحد ذاته. خطوات موفقة ليست استعراض بل أصبحت نتائجها ملموسة في الميدان لدى المواطن الذي يعاني العذاب في العديد من المرافق المتحكم بها لوبي الفوضى والفساد . شعر المواطن بتفاؤل كبير وهو يرى رئيس الحكومة الدكتور أحمد عوض بن مبارك يستمع لهمومه ومشاكله ويسعى لحلها ومثل نزوله بارقة أمل لتحريك المؤسسات وإذابت جليد التجذر فيها الجاثم على صدر الشعب .

 

بداية مبشرة جداً واعلان التحدي للانتصار للوطن ومؤسساته واستعادة الدولة لن يأتي إلا بخطوات واقعية لا الخطاب ، و في وضع صعب يحاول بن مبارك أن يقدم شيء للناس بعيداً عن الخوف ومخاطباً المسؤولين بكلمات خافوا الله وانظروا لحال الناس ، فمذكرته الخاصة لاتفارقه يدون فيها بنفسه المشاكل وهذا ما يلاحظ عليه ليعود لدراسة الحلول .

 

أتى بن مبارك إلى وضع صعب وتركة ثقيلة وتراكم فوضى وانهيار مؤسسات ووضع اقتصادي متردي ليجدها أمامه ، لكن هناك أولويات هامة بدأ يدق أبوابها ويبحث عن العلاج بعد التشخيص . نرى التغيير بدأ يتحقق بعد نزوله المفاجئ للمرافق وأصبحت المنظومة المتظررة تعيش رعب حقيقي لأنها شعرت بالخطر ، لكن علينا ان نعترف بالحقيقة بدلاً من النقد السلبي الذي يقوده أصحاب المصالح والمتضررين من تلك التحركات لأن الرجل يريد أن يقدم النموذج في عدن والمناطق المحررة وهو أول رئيس وزراء يتحرك ويلتقى بالمواطنين ويستمع لهم مدركاً أن ما يحدث في عدن من معاناة كفر .

 

لقد مثلت تحركاته السريعة بأرقة أمل لدى الناس وكانت إيجابية ، لذا اتمنى من كل القوى أن تعطيه فرصة أكبر للعمل وبعدها يأتي النقد والتقييم فلا يمكن التقييم خلال أيام أو شهر ، لأن قوى المصالح تريد أن يبقى الحال قاتم سائب كما هو وقد توجه له رسائل خفيه .

الكل يبرر أن عدن مدينة منكوبة ومظلومه وبحاجة إلى مؤسسات تحل مشاكلها وهمومها ، الآن آتي من احب عدن و عاش بين ازقتها والذي يتحرك اليوم وسط الناس ويستمع لهمومهم ، فبدلاً من الانتقاد الزائد والسريع يجب الوقوف إلى جانبه ومساعدته في ترميم بعضاً من تراكم الزمن . لكن هل صانع القرار سيترك له فرصة للعمل ويتخلى عن الضغوط وعدم تضارب المسئوليات فيما يخص مصلحة الوطن والمواطن .

 

ما كتبت ليس من باب المجاملة أو المصلحة أو العلاقات لأنني لا أعرف الرجل لكن متابعتي لتحرك الميدان هو ما دعاني لكتابة هذه السطور البسيطة البعيدة عن الزيف والبهتان .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي