بالسلم أو بالصميل ستتحرر عدن من تتار القرية

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٢١ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٤٩ صباحاً

 

     تتار القرية المتمثل بالمجلس الإنتقالي ومليشياته عندما وَقَّعَ على إتفاق الرياض مع الحكومة اليمنية قلنا حينها بأنه لن يفي بما وقع عليه من بنود جاءت في الإتفاق ، فقال لي بعض الأخوة لِمَ أنت متشائم يا ميسري ؟ فقلت لهم إن كان هناك مبادئ وقيم تحملها أي مليشيا إنقلبت على شرعية رئيس وحكومة ما وإغتصبت الأرض وقتلت الأبرياء لكانت مليشيا الحوثي إحترمت عهودها ونفذت كل بنود إتفاقية السلم والشراكة هذا أولاً .. أما ثانياً فالمجلس الإنتقالي جميعنا يدرك بأن القرار ليس بيده وأنه أداة تحركها قوى تحارب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي خصوصاً واليمن عموماً ولا تريد تطبيع الأوضاع المعيشية وعودة اليمن بلداً آمناً مستقراً ولا تريد أن تراه هكذا .

 

     قلنا سابقاً ما أُخِذَ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وإستخدام القوة يعني إستخدام السلاح وإستخدام السلاح يعني بأنه سيكون هناك ضحايا كُثُر لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الصراع ستسفك دماءهم وتزهق أرواحهم وهذا ما لا يرضاه الرجل الهادي في السلم  المنتصر في الحرب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، وقد قالها فخامته سابقاً : لن نرضى بسفك قطرة دم واحدة في العاصمة عدن ، ولكن حينما يتعنت العدو أو الخصم ويتغطرس ويتمادى في همجيته حينها تلوح أمام أنظارنا مقولة "آخر العلاج الكي" ، وطالما أن المجلس الإنتقالي ومليشياته يأبى أن يلتزم وينفذ بما جاءت به الإتفاقية التي وقع عليها راضياً وليس مكرهاً فيعني ذلك بأن الكي سيكون مصيره من خلال تنفيذ إتفاقية الرياض بالصميل وبكسر ناموسه ، وخصوصاً أن هناك راعي رسمي لإتفاقية الرياض وهي شقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية التي يبدو أن كيلها طفح أما نحن فقد بلغ سيلنا الزبى .

 

     الواقع الملموس الذي نراه والذي لا يختلف عليه إثنان يقول أن المجلس الإنتقالي مدرك تماماً بأنه على وشك الإضمحلال ومؤمن إيمان مطلق بأنه يعيش أيامه الأخيرة وعلى وشك الإنهيار ، وتنتظر قياداته ومليشياته وقطيعه فقط بزوغ الفجر الذي سيرون أنفسهم وكأنهم "فص ملح وذاب" ، ولكن بما أنهم لا يمتلكون قرارهم فنراهم يكابرون ويماطلون ويسوِّفون فأرسلوا الوساطات تلو الوساطات لقيادات الجيش الوطني المرابط في شقرة فيمزقهم كل ممزق ، مع إني أرى بأنهم أجبن من أن يواجهوا قوات الجيش الوطني فهم والله أوهن من بيت العنكبوت ، وبمجرد أن تحين ساعة الصفر لدخول الجيش الوطني العرمرم  إلى العاصمة عدن لتنفيذ إتفاقية الرياض سنرى تتار القرية من مليشيات الإنتقالي ترتعد فرائصهم ويتأبطون نعالهم يسابقون الريح ، وبغمضة عين وإنتباهتها سنراهم قد وصلوا إلى قراهم صاغرين ، إلا إذا جنحوا للسلم ونفذوا إلتزاماتهم التي وقعوا عليها في إتفاقية الرياض فالعاصمة عدن لابد أن تتحرر من تتار القرية أكان بالسلم أو بالصميل .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي