رحلتان من المتعة مع سفير الإنسانية معالي وزير الخارجية شائع محسن الزنداني 1 - 2

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ٠١ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٨ صباحاً

 

     بادئ ذي بدء أهنـِّئ صاحب المعالي الدكتور شائع محسن الزنداني على منحه ثقة القيادة السياسية وتعيينه وزيراً للخارجية وشؤون المغتربين ، كما أود أن أعزي كافة المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية على فقدانهم لخدمات رمز الإنسانية والتفاني والإخلاص تجاه مواطنيه المغتربين ، وحقاً أقول بأن كل المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية سيلمسون على أرض الواقع الفرق الشاسع بين معالي الدكتور شائع الزنداني السفير السلف وخـَلـَفهُ السفير القادم .

     لمن لا يعرف معالي الوزير الدكتور شائع الزنداني وخصوصاً أولئك المتذمرين لإستلامه حقيبة الخارجية أقول لهم : دعوا العنصرية والمناطقية جانباً وتمعنوا لما سأقوله عن هذا الرجل ، وقبل أن أقول أولاً أود أن أقول بأنني لم أفكر في الكتابة لأجل مداهنته والتملق له بل لأنني أعرف هذا الرجل عن كثب ولمست عن قرب كيفية معالجته لكثير من مشاكل المواطنين في الرياض حيثما كان سفيراً هناك بالإضافة إلى مواطنين في داخل الوطن ، ولإنني كما دأبت في كتاباتي لإنتقاد كثير من مسؤولي السلطة والحكومة أيضاً كتبت دفاعاً عن بعضهم لإنصافهم والدفاع عنهم بتهم باطلة ومعالي الوزير سيكون أحد هؤلاء الذين دافعت عنهم . 

     وكما نعلم بأن معالي الدكتور مسؤول من ضمن المسؤولين الذين طالتهم الأقلام الموبوءة بداء العنصرية والمناطقية والجهوية والحزبية ، ولمجرد أن معاليه تعود أصوله من الضالع وأن المجلس الإنتقالي تعود أصوله من الضالع بنسبة 90 % لذلك طالته تلك الأقلام وهو بريء من المجلس الإنتقالي كبراءة الذئب من دم إبن يعقوب وأؤكد للجميع بأنه لا يمت له بصلة لا من قريب ولا من بعيد ، وليعلم العالمون قبل السفهاء والجهلة لو أن كل مسؤولي الجمهورية اليمنية يحملون ولو جزء يسير من صفات الدكتور شائع محسن لعاش الشعب اليمني كله بعزته وكرامته وكبريائه .

     والآن أقول أولاً من ناحية الخبرة العملية في المجال السياسي والدبلوماسي فإن الدكتور شائع محسن الزنداني كان في مطلع الثمانينات أستاذاً في جامعة عدن ويعني ذلك بأنه أكاديمي مخضرم ويمتلك الكثير من الشهادات التي لا يمتلكها أكابر مسؤولي الدولة وربما أنه كان أستاذاً لهم في يومٍ ما ، وأغلب الظن بأن من سبقوه بإستلام هذه الحقيبة كانوا تلامذته وإنتهلوا من خبرته من مختلف الموازين بداية من الأقرطة ومروراً بالأرطال والكيلو غرامات وإنتهاءاً بالأطنان .

     ثانياً من جانب الوسطية أثبت أن العنصرية لا يعرف لها قاموس فهو لا يحمل في قلبه ولو ذرة من العنصرية بل أنه يحاربها ولو على فقدان منصبه أو وظيفته أو مصدر رزقه ، ففي ذاكرتي موقف يشهد له بعد حرب 86 فبعد أن وضعت الحرب أوزارها في عدن طلبت منه القيادة السياسية المستجدة حينما كان مسؤول في وزارة الخارجية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أو أنه عندما كان نائب الوزير أن يقيل مجموعة من كوادر الوزارة المحسوبين على الرئيس المنسحب علي ناصر محمد وكان مسؤول عليهم مسؤولية مباشرة ، فماذا كان رده ؟ . 

     قد يعتقد البعض بأنه أخذ قلماً وورقة وكتب مذكرته بإقالة المذكورة أسمائهم من وظائفهم ، بتاتاً البتة بل وقف شامخاً وواثقاً وقال كلمته : هؤلاء الكوادر درسوا وإبتعثوا في الخارج لصالح جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ليخدموا شعبهم وليس لهم ناقة ولا جمل في صراعات الرفاق وليس لديهم مصلحة لأحد الأطراف المتصارعة لذلك شعبنا أولى بهم من رئيس رحل أو رئيس جاء ، حتى وصل الخبر للمعلم الأكبر في السلطة وفي الحقيقة وحتى أكون صادقاً لا أعلم عن النهاية التي آلت إليها الأمور .. وإلى هنا أكتفي بهذا القدر على أمل اللقاء بكم في الرحلة القادمة والممتعة حقاً .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي