مفتاح النصر.. توسيع "الاصطفاف الوطني" وتوقيع "ميثاق شرف"!(1)

د. علي العسلي
الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٥ مساءً

 

عقب ما أوريَ الشيخ عبد المجيد الزنداني الثرى _ يرحمه الله_.. شنّ الحوثيون وذبابهم الإلكتروني، حملة شرسة ضده، وهذا مفهوم ومعلوم، ولكن..؛

 

ويا للآسف تماهى البعض ممن يصطفّون في صف الشرعية، فتناولوا ونشروا وتبنّوا "حكاوي" الحوثي، وزادوا عليها تسفيه وإخراج كل من تحدّث عن المصاب الأليم من انتمائه، ليدلّ على الخواء السياسي قبل الفكري الذي وصل بالبعض.

 

ولله درّك يا "بن شبيبة"، فقد أفدت وأجدّت في التوصيف والتنبيه في مقالك "إلا الزنداني" ..وما استوفقني فيه، وأحزنني؛ هو كيف أن حالنا في صفّ الشرعية لا يسرّ؛ فما قلته يا فضيلة الشيخ، عن "لكن" وما أحرّها، أراها تقترب من الأربعين لتجعل الجسد كله محموماً، ويحتاج إلى إسعاف سريع ومعالجة ..

 

ذلك ما سأتوقف عنده طويلاً، وطويلاً جداً.. فقد قلت كلمة سرّ النصر، لو أن أحزابنا وكوادرهم وانصارهم يدركون ويعقلون ألا عدو لهم غير الحوثي الذي انقلب عليهم، والمفروض يوجهون كل طاقاتهم وجهودهم وابداعاتهم وهمهم نحوه في هذه المرحلة .. لقد قلت.. : "ولكن وما أحرً لكن.."

وجميل ان استتبعتها ببعض الأسئلة.. تخاطب بها أنصار الشرعية الذين هم على نفس الطريق والحاملين لنفس الهم، في التعلم من الحوثي، كيف هو يصنف اعداءه، وكانك تقول لهم كان الأولى منكم أن تعرفوا عدوكم وتوحدوا صفوفكم وتعرفون أثر انقلابه على يمنكم ونسيج مجتمعكم..

 

نعم! "لكن" ، هي "لكن" التي تكسر الظهر، وهي وحدها سرّ بقاء الحوثي لحد الآن، وهي سرّ ضعفنا وعدم انتصارنا على الحوثي حتى الآن، وهي التي تظهر كم هو ضعفنا؟؛ بسبب بغضنا لبعضنا، وانعدام الثقة فيما بيننا، والتشكيك والتخوين، وربما الوشاية من البعض ضد البعض الأخر؛ وأخشى أن البعض بعد هذه المدّة القاسية التي مرّت على اليمنيين ، لا يزال البعض يوالي الحوثي الذي يقتلنا، ويجرف هويتنا، وينخر نسيجنا، ويحاول أن يصادر جمهوريتنا، ومُصّر على رهن بلدنا لإيران وفصلنا عن محيطنا..

 

أعرفتم أيها الأحبة الآن؟ لماذا نحن في صف الشرعية لم نستطيع إنهاء الإنقلاب حتى اللحظة؟؛ ولم نستطيع استعادة المؤسسات بعد؟؛ لأن كل منّا يضمر الشرّ للأخر، والبعض يتمنى زوال البعض منّا قبل إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة؟!

 

فحزً في نفسي كلامك معالي الوزير، واستفزّ مشاعري، فقلّبتُ الذكريات والأحداث، وشعرت بأكوام المماحكات والمناكفات على مستوى القيادات والقواعد والأنصار في احزابنا الوطنية، والتي يفترض أنها عماد دولتنا فيما مضى، وفيما هو آت..

 

شعرت بالمرارة، وأنا أستذكر تماهي البعض عند دخول الحوثي للعاصمة صنعاء، بل وارتياح البعض، لكون أن الحوثي قد دخل لينهي جامعة الإيمان والفرقة ثم سيعود، وأن في هذا مصلحة لليمن، فأين تبخرت المصلحة..؟

 أرأيتم.. كم هو فهم بعضنا ضيّق؟!؛ وكم هو الاستنتاج خاطئ ؟! وكم نحن ندّعي تبنّي الدولة ولا نحتكم للدستور والقانون، ولا إلى القضاء عند خلافنا أو اختلافنا؟! بل قد يرى البعض أن من إستخدام السلاح والقوة لفرض رأي من قبل البعض، قد يتحقق فيه مصالحنا؟ 

 

لا شك أن الدولة بعد الانقلاب قد ازدادت هشاشة، والاستقطاب قد أصبح حاداً، وبالتالي فإن الفجوة في هكذا وضع تتعمق وتتوسع عمودياً وأفقياً.. فليمتلك الجميع الشجاعة َويعترف بهذه المشكلة، ويعترف الجميع أن كل منهم قد أسهم بمقدار في تأخر النصر، وفي تراجع التحالف العربي عن دعمه كما البداية، إذ بتراجعه ، تراجع الجيش الوطني، على تحرير ما تبقى، بل أن بعض دول التحالف قد أعادت النظر فيه ذاته بسببنا، واستهدفته في عدّة مواقع..

 

 الموضوع فعلاً يحتاج لعقلاء يتحركون، ولمحللين يظهرون، ولشجعان يعترفون، ولقوى تتنازل لصالح الجمهورية والدولة واستعادة مؤسساتها!

 

وجمعتكم مباركة.. يتبع.. (2)

الحجر الصحفي في زمن الحوثي