عدن لا تقبل الربحان

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ٢١ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٠٧:١٣ صباحاً

 

  كلما تكلمنا عن اليمن الإتحادي ونادينا بهذا المشروع العظيم أطلوا علينا ربحان الجبال برؤوسهم البغيضة وقالوا أنتم خونة لدماء الشهداء .. الشهداء ضحوا لأجل إستعادة الجنوب وليس للعودة لباب اليمن .

  طيب كيف لكم يا ربحان أن تعرفوا بأن الشهداء ضحوا بدمائهم وأرواحهم لإستعادة الجنوب وأنتم هربتوا تتسلقون جبالكم وقلتم وقت إجتياح مليشيا الإنقلاب لعاصمتنا الحبيبة عدن : هذه الحرب لا تعنينا .

  دعوني أشرح لكم يا ربحان كل الحكاية : عندما همت مليشيا الحوثي وعفاش بالزحف إلى عدن أنتم طرتوا طيران إلى قراكم الجبلية مع أنكم ربحان لا تجيدون الطيران ولكن كان الأمر أكبر من مخيلاتكم فإستطعتوا الطيران قائلين : هذه الحرب لا تعنينا، فلم يجد بُدَّاً أبطال عدن إلا الدفاع عن أرضهم وعن دينهم وكرامتهم وأعراضهم، وبالفعل وقفوا وقفة رجل واحد وإستماتوا دون مواقعهم القتالية وكنتوا أنتم حينها فقط تتابعون الأخبار بين نسائكم وأبنائكم وكانت أمنياتكم أن ينتصر الحوثي ويبسط بقوته على عدن ويحتلها لأجل أن تستلموا السلطة في الجنوب حسب الإتفاقيات المبرمة بين قياداتكم والحوثة .. 

  وعندما إنتصر الحق على الباطل وإنتصر أبطال عدن على حلفائكم الحوثة وعادوا أدراجهم يجرون أذيال الهزيمة نزلتوا أنتم إلى عدن وأدعيتوا النصر وسرقتوا البطولات في الوقت الذي عادت فيه الأسود إلى عرائنها وعادوا أبطال تحرير عدن إلى بيوتهم بعد أن أدوا واجبهم على أكمل وجه تجاه مدينتهم ودينهم وكرامتهم .. فعدتوا أنتم مجدداً تنبحون كالكلاب المسعورة تطالبون بإستقلال الجنوب مع أنكم دخلاء عليه وتحولتوا إلى ملكيين أكثر من الملك ..

  وعندما أصدر فخامة المنصور هادي قراراً بالغوريللا عيدروس الزبيدي بتعيينه محافظاً لعدن والغوريللا الآخر شلال بتعيينه مديراً لأمن عدن بعد مقتل إبن عدن البار الشهيد جعفر محمد سعد واللي كانت تهمة إغتياله تحوم حول هذين الغوريللتين خفتت أصواتكم المطالبة بإستعادة الجنوب ..

  وحينما إتخذ فخامة المنصور هادي قراراً بخلع الغوريللا عيدروس الفانوس بسبب فساده الذي إستشرى بكل شبر في عدن عاد صياحكم مجدداً لتطالبوا بإستعادة الجنوب وكأن الجنوب ملكية خاصة بكم أو أنه حديقة خلفية لجبالكم الوعرة .

وأخيراً أستطيع أن أقول لكم بأن الجنوب لكل الجنوبيين وما أنتم إلا دخلاء عليه ولابد أن يأتي يوم ونعيدكم إلى جبالكم ونعمل لكم سور نطوق به جبالكم حتى لا تستطيعون تجاوزه لأجل أن لا تتوافدون مرة أخرى إلى عدن عاصمة الثقافة والرقي وتعبثون بها كما عبثتوا بها أنتم وآباءكم الأولين .. فعدن لا تقبل الربحان كما لا تقبل البحار الجيفة .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي