الحوثي وإيحائه بسلاح الولاعة!!

د. عبدالحي علي قاسم
الجمعة ، ١٠ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٩:٠٦ مساءً
مع حلول ذكرى فبراير المباركة تهاوى قزم مران، وخائن أهدافها إلى الحضيض، فبعد أن التحف يوما ثوب مخيماتها كان المبادر، والسباق لإحراقها قبل تؤتي تلك الثورة ثمارها. ولا نبالغ أو نحيد إذا قلنا أن الحوثية المريضة كانت بمثابة أفيون سرطاني في جسد الثورة الشبابية الشعبية. وإن كان من عدو خائن لثورة الشباب، فلن يبلغ في خيانته درجة الحوثية. لأن المخلوع هو عدو الثورة الأول، وإسقاط نظامه الفاسد هو مقصد خروجها، وباعث عنفوان تضحياتها.
 
    بدأ عبدالملك الحوثي في خطابه على قناة المسيرة 2/10/ 2017 متخبطا كما هو دأبه، لكن هذه المرة أقرب إلى الجنون منه إلى العقل الدعائي، أطل الحوزة على أنصاره المنهكين، والمنهزمين بولاعة سوف تسهم كثيرا في إحراق دبابات الشرعية، والمقاومة الباسلة. وياليته تدثر بجنونه، ووسعه صمته، وتواريه بكهف هزيمته ومذلته، خيرا له من ظهور عدته ولاعة مطلسمة. 
 
   فهل نحن أمام منهج جديد في المعادلة الدفاعية العسكرية بمقاربة الولاعة" القراعة"؟ لو قلت يا ذنب إيران أن الولاعة تعني أنك ومن يمولك تهدد بإضرام النار في آبار ومخزون الخليج النفطي، كان تهديدا وجيها، ومحتملا كصورة إيحائية لها مدلول معنوي، ربما تأخذه بعض الأطراف الناعسة على محمل الجدية، وتنهض بكل قوتها لدعم هزيمة إيران في اليمن. لكن أن تبشر كما هي توجيهاتك الربانية بإحراق الدبابات التي تدوس أحلامك المريضة بولاعة فذلك هراء لم يأتي به عاقل قبلك، ربما عفاش أحيانا عندما يخرج على وسائل الإعلام فاقدا لتوازنه العقلي. 
 
 
  وربما يعود هذا التخبط الجنوني في جزء منه إلى معركة كسر العظم بينه وشريكه الانقلابي صالح على وقع التخوين المتبادل أثر الهزائم التي تلقتها العصابة الانقلابية، عندما عرض بخطابه إلى خطر المثبطين والمرجفين من أنصار المخلوع على مليشياته العمياء. 
 
   نعرج في خطابه المعجون بالتناقض والجنون، عندما تناول هذه المرة المقاومة الجنوبية البطلة. ونخلص إلى حقيقة أنها في فعلها البطولي والفدائي، قد ألحقت فرية هزيمة مذلة لعصابات الانقلاب، وأنها الأشد نكاء بالمرتزقة في ميادين المعركة، وتحديدا في الساحل الغربي. وفوق هذا أن المقاومة الجنوبية عصية على شراء أهدافها، أو السماح بسرقة انتصاراتها، وقد بات ميئوسا من قبل المليشيات الانقلابية أن توقف زحف انتصارها بتحرير مدينة الحديدة. لذلك لم يكن مستغربا في غمرة ووخل الهزيمة، أن يبدي الحوثي امتعاضه، وسخطه من المقاومة الجنوبية، ويعجن "أستغفلت" و"أستغفلت" من قبل العدوان، ويسأل عن علة أن تأتي بقوة نارها إلى أقصى الشمال تبحث عن مخبئه الظلامي، ونسي أو فقد جزء من عقله العدواني أنه قبل سنتين كان يعيث فسادا وقتلا بنفشة مجاميعه المسلحة عدن وحضرموت والمهرة والضالع وأبين. مزيدا من الدروس أيها المقاومين الميامين لعصابة مران والمخلوع. 
 
  ليستمر الفعل المقاوم حتى استكمال أهداف الثورة، ويخرج الانقلاب من معادلة اليمن وهم صاغرون، أو مجانين على شاكلة عبدالملك وصالح المخلوع.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي