تعز في المنعطفات التاريخية

أحمد عثمان
السبت ، ١٨ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠٦:١٨ مساءً
تمر اليمن بمحنة حقيقية يقتضي من الجميع التكاتف لإنقاذ أنفسهم ووطنهم، يحتاج الأمر إلى رص الصفوف واصطفاف الكل وإعمال العقل ومغادرة الجنون ومربع التعصب الفئوي والحزبي ..والمسار التي تسير به محافظة تعز مازال هو الأصوب والأمثل ويحتاج إلى تطوير وتعميق ...لا يكفي لقاء عابر مهما كان إيجابياً، ما نحتاجه هو برنامج على كل المستويات ولقاءات مستمرة وبرامج تنزل إلى المستويات الشعبية وتفعيل النقابات والمنظمات والتجمعات الشبابية والشعبية لتجذير ثقافة حماية السلم الوطني والوقوف ضد كل مثيري الفوضى وتجسيد ثقافة حماية البعض هو حماية للكل والتفريط بالبعض هو تفريط بالكل وكل الوطن . 
 
قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء محمود الصبيحي أعلن عن واجبه في حماية السلم العام بموجب الدستور والقانون، وهويدعو إلى القبول بالجميع والالتزام بالقانون والبعد عن العنف واحترام الدولة، وأن يقوم الجيش وحده بحماية الناس والقانون ... وهو ما جعل الدولة والوطن في كف عفريت، هذا الموقف في مثل هذه اللحظات سيتحول إلى عمل تاريخي لمحور المنطقة الرابعة ومحافظة تعز في حفظ البلاد بالعقل والانحياز للوطن . 
 
القوى الحزبية والمجتمعية في تعز بما فيها مكون «أنصار الله» في المحافظة، فعلوا أيضاً ما يقتضي الواجب الوطني والديني من حماية النفس والوطن والشعب وهو مالم يفعله الآخرون. هذا الفعل السلمي القوي الذي يحاصر الفتنة داخل تعز هو الموقف الشجاع والذي سيوقف التدهور والانهيار الحاصل وسيسجل التاريخ أن القيم الشعبية اليمنية عندما تستيقظ قادرة على إنقاذ الموقف ومحاصرة الكارثة ...هذا الفعل الرائع والإيجابي في تعز سينتشر وسنجد من يقلده في محافظات أخرى وسيتحول إلى ثقافة عامة منقذة، لأن الأفعال الشعبية سلبية كانت أو إيجابية تنتشر من مكان إلى آخر ومن محافظة إلى محافظة، خاصة في فترات ضعف الدولة أو غيابها ويكون لمؤسسي الفعل الإيجابي شرف السبق كما يكون لفاعلي ومثيري الفتنة وزر الشر والفتنة. 
 
ما يجري في اليمن يحتاج إلى تجذير هذه الوقفة الشاملة الشعبية والرسمية التي بدأت يوم الخميس في تعز لإحياء وشائج القربي والدم لحفظ الوطن من الانهيار على رؤوس الجميع وبغير ذلك سنسلم البلاد إلى بؤرة الشر ولن يقف الشعب مكتوف اليدين، بل ستتحرك عجلة التاريخ للانتفاضة بصورة لا يعرف أحد ملامحها ولامداها ضد هذا الوضع برمته وضد جميع أطراف المشهد، لكن بعد خسائر لا يحتاجها شعبنا الكريم ... تعز هي السباقة في كل المنعطفات ومن يستطيع محاصرة الحرب وصيانة الدم هو هذا التداعي الكريم من الجميع، فعندما يقف الجميع يداً واحدة فإن الشر سيتوقف والفتنة ستلفظ أنفاسها بدون دم ولا نار ...ليستمر العقل في العمل في لحظة الجنون ولتكن تعز هي السباقة. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي