«الطائفية» كسلاح دمار شامل..!!

أحمد عثمان
الاثنين ، ٠١ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٣٦ مساءً
 ينعم العالم بالأمن والأمان، وينام أطفاله نوماً هادئاً؛ بينما يحترق العالم العربي بألف مشكلة ومشكلة، الذين خطّطوا لمصادرة حق هذه الشعوب بالحريّة والأمان حفاظاً على مصالحهم كانوا هم أول المتضرّرين؛ لأن النار لا تختار ما تأكله عندما تنطلق في قرية القش وبين مدن الزيت والبترول. 
تم التآمر على العراق واكتساحه دولياً، وظنّ الجميع أن وجع الدماغ انتهى، كان الشعب العراقي يحتاج إلى مساعدة لكي يبني حكماً ديمقراطياً يليق بحضارة العراق, قال الأمريكيون إنهم يريدون بناء نظام ديمقراطي كنموذج للمنطقة، لكنهم فعلوا عكس ذلك تماماً تم تسريح الجيش، وأسّسوا لنظام طائفي. 
الطائفية عندما تدخل ميدان السياسة؛ فلا تعني سوى الحرب الأهلية, وفي الواقع لقد سُلّم الحكم إلى «الشيعة» بكل ما لديهم من عقد عقدية وتاريخية وواقعية وتحوّل الاجتثاث نحو طائفة عرقية بكاملها هي العرب السنّة, ظن الحاكمون الجدد أنهم سيبنون مجدهم الخاص بعيداً عن العدالة، لقد كان هذا النظام الطائفي يعكس كيف اكتشفت الدول الكبرى الطائفية كسلاح دون نار لتدمير العرب، لم يستقر الحكّام ولا جيرانهم وهدّدت مصالح أمريكا والعالم بصورة مباشرة، لقد عمّت الفوضى واكتسحت جماعات مسلّحة متطرّفة لا تشم ولا تطعم مدناً عراقية وهدّدت مصالح الجميع، كان السبب هو القمع الطائفي وتعرُّض مدن عراقية كاملة للاستهداف بالهوية..!!.   
جاء «الربيع العربي» وكان عليهم أن يدعوه يمر بسلام لكي يزهر ويثمر سلاماً للجميع وحرية للشعوب؛ لكن لا أحد يريد دولاً عربية قوية؛ هكذا اعتقدوا أن مصالحهم في ضعف العرب، فاتحد الحكّام العرب لأول مرة على مواجهة «الربيع العربي» لن يستطيع أحد خنق «الربيع العربي» مع أنهم يستطيعون تأخيره وحبسه لوقت يطول أو يقصر، فثورات الشعوب مثل السيل لا تعود «مطلع» ستتدفّق لتتجاوز الجميع يوماً. 
ضربت الثورة في مصر ومازالت تعيش في الظلام وأزمة أمنية واقتصادية متفاقمة، وفي سوريا حيث تتصارع كل مصالح العالم؛ أعيقت الثورة الشعبية السلمية من قبل الحاكم والعالم المتغطرس, كان يمكن أن تنجو سوريا وتحفظ مصالح الجميع؛ لكنهم حضروا جميعهم لتدمير سوريا التي لم تعد سوريا، وكان أخطر سلاح لمحاربة الثورة هي الطائفية نفسها التي وصّى بها أحد رؤساء أمريكا لتجريبها كسلاح ضد الشعوب العربية. 
حضرت الورقة الطائفية وحرب الحسين وصفّين والمراقد المقدّسة والتطرُّف الشيعي السنّي ليحولوا سوريا إلى ركام، لم يستفد أحد وأصبحت سوريا بركاناً من لهب وخطراً على الجميع، وفي ليبيا لم يجدوا خيطاً طائفياً ليضربوا به ليبيا دون كُلفة، فتدخّلوا بكل ثقلهم المالي بل بالطائرات مباشرة، ومازالوا، ومازالت الثورة تقاوم. 
ثورة اليمن دخلت في صورة مميزة، لقد كان الحوار هو العنوان وخرج اليمنيون بوثيقة تاريخية هي وثيقة الحوار ومخرجاته بما يخرج اليمن من عنق الزجاجة، وحاولت المشاريع المتضرّرة من نجاح اليمن بكل ما لديها لاستنساخ الثورات المضادة، وعندما عجزوا رموا بالورقة الطائفية إيّاها وشجّعوا وسهّلوا لبروز جماعة الحوثي كجماعة مسلّحة ذات عنوان طائفي لتحضر مع السلاح وصور الخميني وشعاره رغم أن اليمن لا تعرف هذا النوع من الطائفية طيلة تاريخها. 
 ولحسن حظ اليمن يبدو أنهم تأخروا كثيراً ووصلوا بعد ما اقتنعت كثير من القوى الدولية والإقليمية أن الطائفية سلاح مدمّر للبعيد والقريب وسلاح مرتد لراميه، وأهم من ذلك أن الشعب اليمني في مرحلة وعي متقدّمة بخطورة الورقة الطائفية والمناطقية، وعلى هذا ثاروا ومازالوا، وبإذن الله ستنجو اليمن باصطفاف أبنائه. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي