المجتمع الدولي والأموال المنهوبة

أحمد عثمان
الاربعاء ، ٢٥ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٥١ مساءً
 
تتحدّث الخدمة المدنية عن ما يقارب المليون موظف لا وجود لهم في الواقع؛ هؤلاء يُصرف لهم مرتبات بـ «الغدرة» لعبة «غمّاية» فتضيع مئات المليارات في السراديب الخاصة للفساد. 
 
 فساد مريع يتم في بند المرتّبات والموظفين أكثرهم وهميون تذهب إلى جيوب الفُسّاد، ومثله ما يجري في بند المناقصات والمؤسسات الإيرادية الضخمة التي كانت تربح المليارات وتصفّر ميزانيتها الربحية كل عام، لم يكن هذا الأمر مجهولاً عن قيادة النظام السابق بل مقصوداً من أجل الترويض والإفساد وشراء الذمم مقابل السكوت عن بيع البلاد والتوريث والعبث بالشعب..!!. 
 
مضى النظام السابق في هذ التجريف للثروة والقيم دون أن يعمل حسابه للشباب والشارع صاحب الحق الذي يراكم الغضب وينفجر ليعاقب المجرمين واللصوص ويقلب عليهم الطاولة. 
مشكلتنا الأولى اقتصادية؛ وهم يلعبون الآن على هذا الوتر عن طريق إفشال البلاد اقتصادياً، ولم يتعبوا أو يتوقّفوا عن ضرب الموارد والكهرباء والنفط التي تخسر الوطن مليارات الدولارات، ناهيك عن الضرائب والجمارك التي تذهب هبات ومساومة بين التجار والنافذين لتضيع علينا نصف الميزانية وما يماثل المبلغ الذي نطلبه من المانحين وزيادة، إضافة إلى عشرات المليارات من الأموال المنهوبة. 
 
 «الدول الراعية» للمبادرة هذه الأيام تتحدّث عن أهمية استرداد الأموال المنهوبة؛ مع التأكيد من قبل هذه الجهات الدولية أن هذه الأموال كافية لحل مشكلة اليمن، نحن نعلم أنها كافية وزيادة؛ لكن هل هذه الدول جادة في العمل على استرداد الأموال المنهوبة بمعايير واضحة ستلاحق الكثيرين من الرموز والكروش المنتفخة التي أكلت وعبثت بهذا الوطن، هذه الجهات الدولية تعلم كيف تعيد هذه الأموال، وتعلم أين تتركّز هذه الأموال؛ ولديها من وسائل الضغط ما يكفي لاستردادها في وقت قصير. 
 
مشكلتنا ليست صعوبة استرداد الأموال أو غموض تواجدها؛ بل عدم جدية الجهات الدولية التي ترفع هذه الورقة لمجرد الضغط على العائلة وكبيرها عندما يتجاوز الخطوط التي حددوها. 
 
الشعب اليمني يريد عربون صداقة حقيقية من المجتمع الدولي بالتحرُّك الجاد لاسترداد هذه الأموال التي بسببها نعيش أكثر الأزمات القاتلة والمعيقة، هناك مليارات منهوبة وأسلحة مهولة نريد أن يبدأ العمل لا القول؛ لأن كثرة الأقوال لا تكون إلا مجرد تنبيه لمزيد من الاحتراز والتهرُّب؛ بل إثارة المشاكل والحروب لخلط الأوراق وإضاعة الحقيقة وتغييبها..!!. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي