عن الكهرباء والوقود والإهمال والتآمر

أحمد عثمان
الخميس ، ١٢ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٩:١٢ مساءً
أحداث متتابعة ومترابطة كلها تصب لزعزعة الأوضاع وإشعال القلاقل، الخيوط التي تقف وراء هذه الأزمات تكاد تكون واضحة ولديها من الانتقام المعلن ما يكفي للإدانة.. الآن لدينا عدة أزمات دفعة واحدة .. الكهرباء تضرب وهي محل حرب حقيقية، والبترول والديزل يقطع ويهرب وتحتجز قاطرات بالجملة، والجيش يخوض معركة لتحرير قاطرة ديزل، إضافة الى وجود عناصر في موقع القرار تتلاعب وتلعب بتنسيق مع غرفة عمليات واحدة تدير الحرب في الجنوب والشمال والكهرباء والديزل وإثارة الشغب. 
 
كان أحدهم قد هدد قبل يومين بالانتقام وإشارة البدء في التخريب والانتقام, المذكور قريب للرئيس السابق ومسؤول عملياته الخاصة ولا أحد يستطيع أن يبعد «صالح» من كل الأعمال لأن عمله مريح وهو متفرغ للمطابزة ومتابعة المنغصات والأزمات باعتبارها واجبات وطنية تعيد له مجداً أو كما قال ابن اخيه تعيد الحق إلى نصابه ونسترد الجمهورية اليمنية.. كل هذا يدل على مخططات مدروسة هدفها تدمير اليمن وتهييج الشارع اليمني. 
 
أمس خرجت مجاميع في صنعاء لقطع الطرقات والشوارع مستغلة أزمة الكهرباء والديزل، لكنها كانت مصبوغة بصبغة الماضي الذي مازال فأسه في الرأس، ومع هذه الأزمات المتتالية تم ترتيب إعلامي ووضع شعار للمرحلة تم الترويج له لترديده في طوابير الديزل وعند كل أزمة «سلام الله على عفاش» هذا شعار يفضح المخطط ومن وراءه وبأنها مخططات انتقامية وعمل مضاد، لأن الناس عندما يضيقون ذرعاً سيهتفون ضد الحكم والحكومة لكن لا يمكن أن يهتفوا باسم من خرجوا ضده وسفك دماءهم في الشوارع. 
هذه خطة تنقصها الذكاء وحبكة مكشوفة ...ومع هذا تبقى مسؤولية الحكم الحالي قائمة في توفير متطلبات الناس، لابد أن تضرب بيد من حديد وتغير القائمين على المشتقات النفطية من أصحاب العلاقات المشبوهة.. الحكم مسؤول عن التهاون مع المخربين والمتواطئين.. السلطة الحالية مسؤولة عن حل القضايا العاجلة وتوفير الحاجات الضرورية ومكاشفة الناس في الواقع .. 
 
 لكننا لسنا سخفاء ولن نهتف باسم من يضرب الكهرباء عندما تنطفي ولا باسم المهربين عندما يختفي الديزل، بل الأصل أن يخرج الشعب غاضباً لتصفية الملعب من منغصات الماضي والمتلاعبين على الأقل للضغط لضبطهم في هذه المرحلة الحرجة أو يهتف ضد العاجزين والمتهاونين والفاشلين.. أما أن يتركوا لكي يخربوا بوسائل الدولة ويهددوا جهاراً نهاراً ثم يستهبلون الناس للخروج ككبش فداء، هذا ما لم يصلوا إليه أبداً، فشعب اليمن ليس فريسة سهلة لمجموعة إعلامية تعمل باليومية أو بدافع الانتقام والكراهية لهذا الشعب .. وتبقى مسؤولية الحكم في ضبط الأمر والعابثين قائمة، ولا عذر للسلطة في المهادنة والإهمال وسياسة (سحي لحي ياخالة». 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي