الأذرع الإعلامية للجماعات الخارجة عن الدولة

أحمد عثمان
الاربعاء ، ٠٤ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٢ مساءً
لم تربك انتصارات الجيش في عمران الحوثيين وحدهم الذين فاقوا من سكرة النصر الكاذب والقوة الوهمية التي انتفشوا بها وإنما قوى أخرى بدأت أكثر إرباكاً وذعراً من الحوثي نفسه، وظهرت وسائل إعلام هذه الأطراف مثل الملذوع لا تقر في مكان ولاتدري ماذا تفعل لكنها تكاد أن تصرخ بصوت عالٍ أوقفوا الجيش، انتصار الجيش ممنوع.. وهي الرسالة التي فهمها الرئيس هادي عندما قال لهم بأن انكسار الجيش ممنوع ولن نسمح بانكساره، لأن انكسار الجيش الوطني انكسار للوطن لصالح المليشيات والجماعات المسلحة. 
 
 أوغلت هذه الوسائل الإعلامية في حربها ضد الجيش، لكن بطريقة غبية ومكشوفة لم تخفِ نفسها لتخرج بأكاذيب غير مرتبة وتبدو للقارئ على حقيقتها.. هي ليست أخباراً ملفقة حتى، وإنما بكائيات ونعي وتخريفات وهلوسة من «السوم إلى الشاجبه» بحسب نوعية القات وأشياء أخرى وتخاريف أكثرها سخفاً، القول بأن الجيش يحارب بدون أوامر، هو كلام يعكس إفلاساً وروحاً منهزمة تتمسك بالأماني والأوهام..
 
إلى الهجوم على الجيش بمصطلحات عديدة منها الجيش المنشق دون أن نعرف على من انشق إلا اذا كانوا يقصدون منشق على رئيس النظام السابق فهذا أمر آخر، ومنها مصطلحات أخرى مثل وصف الجيش الذي يردعهم بالتكفيريين وهو مصطلح بائس يهدف إلى استدعاء التعاطف الخارجي المفزوع من الجماعات الإرهابية لكي يتدخل لإخراج ماء وجه الجماعة التي لا تقهر وحلفائها أو هكذا يتوهمون... ونسوا أن هذا الجيش خرج لتوه من حربه مع الإرهاب في المناطق الجنوبية في وقت اختلطت فيه أوراق هذه الجماعات والمشاريع العائلية حتى ليبدو أنهم في صف واحد ويتلقون أوامرهم من غرفة واحدة. 
 
لا يوجد لدينا لا داعش ولاراعش ولا تكفيريون وإن وجدوا فهم في الطرف الآخر المحارب للدولة والجيش والحوار الوطني. 
تجري الحرب في عمران بصورة مؤسفة، من ناحية الدفع بالأطفال والأبرياء إلى المعركة ليموتوا بصورة جماعية تحت تخدير الحرب المقدسة ضد القرآن والإسلام، باعتبار استهداف «السيد» كما في لافتاتهم المكتوبة هو استهداف للقرآن والإسلام. نحن هنا نكتشف أيضاً أننا نحارب الجهل والخرافة والتحريض الذي يستغل الدين من أجل أغراض خاصة وأطماع صغيرة وأن المعركة يجب أن تأخذ منحى تثقيفياً توعوياً أيضاً وبصورة موازية للردع، لأن هذه الأرواح التي تنتحر بالمئات وهي تريد إحراق الوطن هم يمنيون في ذمة هؤلاء الذين يريدون أن يحرقوا الشعب كله لو استطاعوا في سبيل الحكم والانتقام والاستعلاء وأطماعهم التي تعكس أنهم بحاجة إلى علاج نفسي من مرض مزمن. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي