السهام الخلفية في المعركة الوطنية

أحمد عثمان
الثلاثاء ، ٠٦ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٤ صباحاً
معاركنا متداخلة وحروبنا متشابكة، إنها فترة مخاض عسيرة يحاول أكثر من طرف إجهاضها في مقابل الأطراف الوطنية التي تخوض معركة التحوّل الوطني الأهم في تاريخ اليمن.. اليمن ستعود إلى «اليمن السعيد» غصباً عن كل الكارهين والحاقدين, والمطلوب هو تجاوز التحديات الكثيرة والمفتعلة من المعيقين والمعاقين وطنياً. 
 
المشاريع المسلّحة تعلن حربها على مسمّيات خارجية وتمارس الحرب على اليمن واليمنيين في عملية تربيط مكشوفة وتحالفات مشبوهة لإعاقة بناء الدولة التي يفزع بناؤها أصحاب المشاريع الصغيرة التي ستذوب وتتلاشى مع نجاح التحوُّل نحو دولة قوية وواحدة، وهي مشاريع متقاطعة الهدف والمصلحة في عرقلة مسيرة اليمن مهما بدت متباعدة الأيديولوجيا والمنطلقات. 
 
 ولكي ينجح مشروع نزع أظافر الجماعات المسلّحة الخارجة عن الدولة والمقوّضة لوجودها وإنهاء الإرهاب؛ لابد من تضافر جهود كل القوى مع الدولة بعيداً عن المناكفة والاستغلال. 
أخطر ما في هذا المسار هو محاولة الاستغلال السيئ للمعارك الوطنية الكبرى عن طريق الكلمة والقلم لإجهاضها أو لتوظيفها لصالح مشاريع غير وطنية وتشتيت الاصطفاف الشعبي وتفتيت القوة المكلّفة بإزاحة أحجار الطريق وصخوره وحفر التخلف المتعددة. 
 
في رسوم «كاريكاتورية» معّبرة للمبدع البارز رشاد السامعي على «الجمهورية» بدأت الصورة معبّرة وهي توضّح كيف يتجه الجيش إلى مهماته الوطنية في الوقت الذي ينبري الآخرون لتوجيه السهام إلى ظهره بالأقلام والإشاعات والقنوات، أو تلك الصورة التي تحاول تفتيت صخرة الوطن؛ وهي مهمات عدائية في منعطف غاية الأهمية، وهي نوع من الحرب بالكلمة تهدف لسحب الناس إلى معارك جانبية تسهم في الإعاقة وإبعاد الوطن عن استثمار انتصاراته، كما تسهم في إنقاذ الأعداء وفك الخناق عنهم. 
 
 أصبحت الكلمة أكثر مسؤولية، والإعلام القوة البديلة، والبعض يمارس حربه على الوطن عن طريق النفخ في الفتن عن طريق الكلمة والقلم والصحيفة والقناة، وتشتيت الجهد، والمساهمة في تتويه الرأي العام. 
البعض يسن قلمه وصحيفته ووسيلته الإعلامية بخلفية أيديولوجية، باعتباره ذراعاً للمشاريع الصغيرة والجماعات المسلّحة ومن وراءهم من الداعمين لكل الشرور والتغطية عليها أو التشويش على المعركة, والبعض يعمل باليومية، وهؤلاء لم تعد الوطنية تمثّل لهم أي معنى. 
 
بينما ينطلق آخرون للمزايدة وتجريب قلمه الذي يشبه السكين بسذاجة مفرطة، ويردّد أجندات الآخرين ويخدمهم بالمجان دون شعور وبحسن نية لاتنقصها الهبالة, والنتيجة لا تفرق هنا بين حسن النية وسوء النية طالما أن النتيجة سلبية على طريقة «مشيخوني وشلّوا البقرة، امدحوني وامسحوا بي الطاولة» المتسخة أو ما شابه من الأعمال التي نراها في بعض الصحف والقنوات الإعلامية التي تقوم بدور إعلامي مضاد للتغيير وحركة المستقبل والتحوُّل التاريخي لليمن. 
 
فعلاً الإعلام والأقلام ما لم تأخذ مسؤوليتها الوطنية بإدراك؛ تتحوّل إلى سهام خلفية تطلق على رأس الوطن، وتفتّت صخرته  الصلبة بحسب الريشة «السامعية» الأروع في اليمن. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي