السجل الانتخابي يُحدِّد صورة اليمن الجديد

أحمد عثمان
الاثنين ، ٢١ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٨ مساءً
كانت منظومة الانتخابات الاستبدادية في النظام السابق بما تفرزه من تزوير وحالة فساد شديدة اللزوجة، هي أهم أسباب الاحتقانات الشعبية وتفجير الثورة. أي استمرار في الأسلوب السابق لن يكون سوى انتحار وتفجير بكل شيء وبكل مكسب. نريد سجلاً انتخابياً نظيفاً، وهذا أمر ليس سهلاً، لأن السجل الانتخابي النظيف يبدأ بتنظيف الأدوات السابقة وإبعاد أسباب التلويث. 
كان السجل يلوث من أول يوم يختار فيه عناصر الإشراف والتسجيل الذين كان معظمهم أو من يتمسك بالمفاصل الفنية والإدارية والمالية هم من الجيش والأمن، لكن هذا لايهم كثيراً، فالمهم هي الإرادة والإدارة التي تختار من هذا الجهاز أو ذاك أسوأ ما فيه بل وتوجه عقيدة المشاركين لكي يتعاملوا مع توسيخ السجل كعمل وطني. 
هذه الإرادة هي الأخطر لأنها تفسد كل الأجهزة.. لا أريد الآن أن أتحدث عن استغلال الوظيفة العامة والمال العام والجيش والأمن للقيام بعملية متكاملة للتزوير وصولاً إلى التزوير الآمن أو حتى عدم التزوير المباشر لأن التزوير عمليات متتابعة وغير مباشرة وليست تزويراً على الصندوق التي تعد صورة قديمة ومفضوحة كانت تستخدم أيضاً مع كل العمليات السابقة. 
يجري الآن الحديث عن أن السجل سيقوم به القضاء، وهي قضية مختلفة عن الطريقة السابقة كما يقال ... الأمر ليس بهذا التبسيط، فحقيقة القضية لا ترتبط بالجهات ولا الأشخاص وإنما بالإرادة والعقيدة والطريقة التي تقوم عليها عملية الاختيار والتوعية والتوجيه، فمعلوم أن اختيار اللجنة من القضاء كان مطلب النظام السابق قبل الثورة وكان واثقاً من إخراج سجل ونتائج كما يريد عن طريق القضاء وأحسن. 
ولا يخفى على أحد أن القضاء في السنوات الأخيرة والنيابات كانت تدار من الأمن القومي، والملف كان بيد عمار صالح، والكثير من قيادات هذا الجهاز المسيطرة كانوا ضباطاً ، ومن هنا يجب أن لا تؤخذ مسألة اختيار القضاء للإشراف على السجل الانتخابي وكأنه خيار بدون مخاوف .
هناك عناصر نزيهة في القضاء وفي كل أجهزة الدولة ..والمهم أخذ كل ما سبق من مخاوف جادة في الحسبان وعمل ضمانات ورقابات على الاختيار والطريقة، فالقضية ليست قضية جهات بقدر ماهي طريقة وإدارة واختيار بما يمنع عودة حليمة من جديد ترقص بعادتها القديمة وتستخف بعقول ودماء الشعب وتدخل اليمن في «البوري» إياه من جديد ... 
القضية صعبة وشائكة وبحاجة إلى تكثيف الأضواء والجهود وعمل الاحتياطات حتى نضمن سجلاً انتخابياً نظيفاً، لأنه اللبنة الأولى لنظافة اليمن الجديد أو تلويثه من جديد، ولا أعتقد أن مجرد نقل الجهة المشرفة سيحل المشكلة ويؤمن الطريقة مالم تؤخذ كل المخاوف والخلفيات بصورة جادة. 
لا نريد أن نردد :ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..ضـاقت ثـاني وانفجرت ثاني، نريدها أن تنفرج فلا تسمحوا بتضييقها من أول مرحلة لأنها الخطوة التي ستسحب نفسها على ما بعدها. 
نريد مراقبة جادة وطريقة اختيار تضمن النظافة بالمعنى الإنساني الشائع وليس المعنى الذي في بطن الشاعر .. نريد العناصر والطريقة النظيفة والمراقبة وضمان الشفافية لنضمن نظافة أهم مرحلة انطلاق نحو دستور نظيف وانتخابات نظيفة ويمن نظيف مازال الشعب ينشده عبر أجياله الحالمة والتي لن تسكت بعد اليوم عن تلويث أو توسيخ مشروعها القادم عبر الدماء والثورة والحوار الوطني الشامل. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي