التباهي بقتل «60» ألف جندي يمني كـ«منجز»..!!

أحمد عثمان
الأحد ، ١٣ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٠٦ مساءً
يتباهى القيادي الحوثي محمد البخيتي، وعلى الهواء مباشرة، في «الجزيرة» مساء الجمعة الماضي بأنهم قتلوا 60 ألف جندي، ستين ألف جندي يمني مرّة واحدة، وكمان بتفاخر..؟!. 
هذا العدد هو جيش بالكامل؛ لو دخلنا حرباً مع أية دولة لكان لزاماً أن يكون عدوّنا التاريخي ولا يهدأ للجيش والشعب بال حتى تُستعاد كرامته وكرامة الشعب، ويُعاقب القتلة خاصة عندما يستمر التباهي والتطاول على الجيش بكل هذا الاستخفاف الذي لم نسمع له مثيلاً أياً كانت المبرّرات..!!. 
 وهو استخفاف بدم الجيش اليمني لا يشبهه إلا استخفاف الرئيس السابق «صالح» عندما علّق على الحرب ذاتها وعلى الهواء أنه لا يبالي بقتل الجنود؛ وبما قاله بالحرف حينها: «إن الجندي سيأتي بدله..!!» وهو ما يفسّر حقيقة المسرحية التي قُتل فيها الجنود على هذا النحو، وهؤلاء بالمناسبة هم شركاء في قتل الجنود بحرب عبثية غامضة لم يرد لها الحسم؛ ويجب أن يُحاكموا عليها، هذا الجيش لو أنه أعطي القرار لما صمد الحوثي أمامه أياماً؛ لكنه البيع والشراء بدماء اليمنيين والجيش كما يعلم الجميع. 
هل يوجد عاقل أو جماعة تدّعي أنها وطنية تفاخر بقتل ستين ألفاً من جنود جيشها؛ وتكرّرها كمنجزات، ألا يوجد خجل من الله ثم من الجيش والشعب والتاريخ..؟!. 
لا يوجد تفسير لهذه اللوثة سوى العودة إلى أصولهم العقدية، حيث سترى أن القتل عندهم عقيدة، واسألوا مفاخرات الأئمة وعلى رأسهم الإمام «عبدالله بن حمزة» الذي نفّذ عمليات إبادة ضد اليمنيين، وكان الحوثي الأب يعتبره قدوة لهذا السبب نفسه. 
القيادي الحوثي في برنامج «الجزيرة» أراد أن يوجّه تهديداً مباشراً للجيش بدعوته إلى عدم تدخُّل الدولة والجيش في حربهم مع القبائل، ثم يؤكد في نفس الوقت أن الدولة غير موجودة حتى في صنعاء، وهو إعلان تمرد فصيح يرفض الدولة بلغة لا تحتاج إلى تفسير. 
ما يحتاج إلى تفسير هو ألا تأخذ الدولة موقفاً واضحاً لحماية شعبها وهيبتها بحسب قول الزميل الرائع محمود ياسين بمداخلته في نفس البرنامج الذي أكد فيه بعفويته الشعبية أنه «لا وجود لطرفين في هذه الحرب؛ يوجد طرف واحد معتدٍ هو الحوثي ضد اليمن» بحسب ياسين الذي حذّر من خطر استمرار اللعب في هذا المربع على الدولة ومستقبل الشعب الذي لن يسمح على أي حال بعودة وباء دمّر اليمن عبر قرون وقدّم اليمنيون قوافل الشهداء في ثوراتهم المتتابعة.  
الأمر يحتاج إلى حسم وقرار من الدولة لتكون دولة، والشعب سيقف معها، وسنرى كل هذه الانتفاخات تتلاشى مثل البالونات المهترئة؛ لأن مكاسبها كلها كانت عبر لعب بالنار والدم بدأ في أيام الرئيس السابق على حساب دماء الجيش اليمني البطل الذي يفاخر الحوثي اليوم بكل وقاحة بذبح «60 ألف جندي يمني» كمنجز من منجزات الجماعة المستمرة في رفع شعار «الموت لأمريكا، الموت، لإسرائيل»..!!. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي