محنة العرب في فلسطين ومحنة فلسطين في العرب

أحمد عثمان
الاثنين ، ٢٤ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٠٤ صباحاً
اغتالت إسرائيل قبل أمس في غارة جوية ثواراً من المقاومة الفلسطينية في «جنين»، و«جنين» هذه هي أسطورة المقاومة في الضفة الغربية؛ لها ملاحم مذهلة مع العدو الصهيوني الذي وقف حائراً أمام اشتداد ضربات الفلسطينيين سواء الانتفاضة أم المقاومة المسلحة. 
  اليوم يضرب الصهاينة ضرباتهم وهم يشعرون أن قبضة المقاومة أقل قوة، أو قل مقيّدة بكثير من القيود الداخلية والعربية، ليست أقلها تشرذم الصف الفلسطيني وحالة الوضع العربي الذي تردّى من رديء إلى أردأ. 
 يستعرض الإسرائيليون بقدراتهم على اختراق الصف العربي، ويتحدّثون صراحة أن الحدود العربية أصبحت آمنة؛ بل عن مصالح مشتركة ومعركة واحدة ضد الإرهاب، والإرهاب عند إسرائيل هو «المقاومة» لا غير..!!. 
 أمر مؤسف ما وصلنا إليه؛ لكنه حالة لن تستمر لأنها ضد طبائع الشعوب وحركة الحياة، يتذكّر العرب اليوم ذكرى استشهاد القائد الفلسطيني أحمد ياسين، الرجل كان أمة ترك بصماته على معركة الكرامة التي تختنق اليوم بأيادٍ عربية. 
 تمر ذكرى الأبطال وسط الغبار الكثيف مثله مثل ذكرى استشهاد «أبوعمار» ياسرعرفات والكثيرين من العمالقة الذين ركّعوا اسرائيل وشكّلوا حائط صد لحماية الكرامة العربية المهدورة.
مشكلة العرب هي العرب أنفسهم والخيانات التي تتم والضعف المتكرّر من بين الصفوف. 
يبدو الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية اليوم محاصراً مثله مثل «اسماعيل هنية» في غزة، فــ «محمد دحلان» هوالمسيطر على الملف الفلسطيني في الصف العربي، وكلمته هي الأولى في دول عربية مهمّة؛ مع أن هذا لم يعد له وجود في الصف الفلسطيني، منبوذ كخائن للقضية، ووصل الحد إلى أن رفاقه في منظمة «فتح» وليس في «حماس» من يتحدّثون عن خيانته. 
هناك من يتحدّث عن خيانات الرجل ومشاركته في التعاون مع إسرائيل لاغتيال زعماء المقاومة، على رأسهم القائد «صلاح شحاتة» مؤسّس كتائب القسام وآخرون، والمفارقة أن يظهر دحلان مع كل صلاته بإسرائيل وأعماله ضد المقاومة وانقطاع صلته مع كل الفلسطينيين وكأنه المندوب السامي لدى الكثيرين من العرب وصاحب الكلمة ولديه صداقة مع بعض الزعماء العرب يؤدي لهم خدمات غير معلنة بحسب تصريحاته على التلفزيون المصري؛ في وقت يضيق فيه الخناق على الفلسطينيين في غزة والضفة بأيدي إسرائيل والعرب وخونة المقاومة من الفلسطينيين..!!. 
إنها مرحلة الحرج، التي تسبق الصبح، والمحنة التي تتحوّل إلى منحة؛ فيها يتضح الناس ويتمايزون على حقيقتهم، وتنتهي الصور الملتبسة والمواقف الضبابية التي تقتل القضية أكثر وتميتها بصمت؛ وهو أمر يسبق الانتصارات الكبرى للشعوب المناضلة، فالتاريخ يسجّل أن الخونة يموتون مهما ظهروا منتفخين، وقضايا الشعوب تنتصر، ومهما ضاقت ستنفرج بإذن الله. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي