إلى الإخوة الحوثيين

أحمد عثمان
الاثنين ، ٠٣ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٨ مساءً
أخبار عن تشكيل الرئيس هادي لجنة من مسؤولين حكوميين وعسكريين وقادة سياسيين للحوار مع جماعة «الحوثي» كي ينخرطوا في العمل السياسي ووضع السلاح.. الحوار مع جماعة «الحوثي» يعكس احترام القوى السياسية والدولة لجماعة وطنية دفعتها ظروف الماضي لكي تحمل السلاح وتجند مليشيات. 
 لا نناقش المسببات والمبررات في الماضي الآن .. فاليمنيون عليهم أن يعملوا للمستقبل ويصححوا أوضاعهم بما يلائم هذا المستقبل الذي يبنيه كل اليمنيين كإخوة مع تغيير قواعد العمل السياسي من أدوات الانقلابات والمليشيات والسلاح إلى أدوات سياسية تعتمد على المجتمع وتستند إليه كقوة حاكمة وسلمية بتشكيل دولة وتقوية أدواتها ويتسيد فيها القانون وحده. 
نحن أمام فرصة تاريخية ستنقل اليمنيين إلى المريخ الحضاري وستفجر فيهم كل الحكمة والحب لو لم يضيعوها. 
على الحوثيين ان يتعاملوا مع هذه القضية بجدية وبدون تحسس، فالسلاح يمثل عبئاً عليهم الآن وثقلاً مهلكاً لهم في المستقبل وسيخرجهم من لعبة صناعة المستقبل الجديد، ولانريد أن تخسرهم اليمن، فاليمن الجديد بحاجة إلى كل المكونات وإلى كل أبنائها للبناء بشروطها الحضارية.. ومن الشروط أن لاتمتلك أي قوة السلاح خصوصاً الثقيل والمتوسط سوى الدولة وإلا كانت قوة مناهضة للدولة وخصماً للشعب ولانريد خصومة بعد اليوم، ونتمنى أن نصل إلى ذلك .. صحيح أن الانتقال من حالة إلى حالة قد يكون أمراً صعباً لكنه صعب من حيث العادة والعادة أحياناً مهلكة وتريد شجاعة وقراراً تاريخياً يتجاوزون به إشكالية حضارية معيقة وسيجدون أنفسهم قد تخففوا من عبء السلاح وروح العنف وانطلقوا بكوادرهم بدون أثقال يساهمون سلمياً وسياسياً في بناء اليمن مع كل القوى اليمنية وهو شرف يجب أن يشترك فيه كل اليمنيين...بالطبع لايمكن الجمع بين أن أكون جماعة مسلحة لديها مليشيات ومعسكرات تدريب وأسلحة وجيش خارج الدولة وأن أشارك في العمل الحزبي والسياسي وإن كان قد تم في الفترة الماضية القريبة فذاك لظروف المرحلة..أما ونحن نتجه لبناء دولة وتشكيل حكم ديمقراطي رشيد فلابد أن تكون كل الأحزاب مدنية ومتساوية في الفرص وأمام القانون. 
 عندما تسحب الأسلحة من جماعة الحوثي ويتحولون إلى حزب سياسي فإن هذا سيكون انتصاراً لليمن وفي المقدمة للحوثيين أنفسهم ولا تتحدث عن أحد يحمل السلاح بعدها لأن مابعدها من قبائل وأشخاص سيكون أمراً سهلاً, فعندما ينجح اليمنيون في إذابة الجماعة المسلحة الأولى إن لم تكن الوحيدة في اليمن فإن ذلك سيكون أهم خطوة إيجابية نحو المدنية ودولة الكرامة والقانون ... 
 كلنا أمل أن يتعامل الحوثيون مع هذه القضية كقضية وضرورة وطنية بعيداً عن حس المؤامرة أو الشعور بالاستهداف ..إنها فرصة ذهبية أرجو -كيمني - أن لا تضيع منهم ومنا وأن يلتقطها الحوثي أو جماعة «أنصار الله» بحنكة تعود عليهم وعلى الشعب بالربح العام والانتصار على السلبيات المدمرة والمعيقة. 
 من الضرورة والواجب أن لاتتجه أنظار اليمنيين للخارج، فالخارج له مصالحه ووسائله للحفاظ عليها ولا أحد هناك يعمل من أجل أحد هنا وعلى اليمنيين أن يفهموا إن لم يساعدوا أنفسهم فلن يساعدهم أحد وأن يجمعوا شأنهم ويحددوا وسائلهم لبناء دولتهم والحفاظ على وطنهم وتطويره, عن طريق الانتقال إلى المستقبل المختلف والكريم جميعاً بوسائل جديدة وروح جديدة لاتقصي أحداً ولايخرج فيه أحد عن المشروع الوطني.. مستقبل ليس فيه كراهية أو تعصب أو غلبة أو سلاح يوجه إلى صدر يمني .. مستقبل يتقدم فيه الحرص على الجميع والتنافس الإيجابي بدلاً من الخصومة والمكايدات والضرب تحت الحزام التي تدمي القلب اليمني وتفتت وجوده وتجعله غنيمة سهلة للطامعين. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي