سينتصر الدم ويسقط القتلة

أحمد عثمان
الاربعاء ، ٢٢ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٥ صباحاً
هذه الدماء اللعينة مازالت تطارد المدنيين والشخصيات المعتدلة بشكل خاص، عندما يعجزون في التخريب والحروب يلجؤون إلى الأهداف السهلة والآمنة والمدنية لخلط الأوراق... 
اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين يشبه إلى حد بعيد اغتيال عبد الكريم جدبان، فالاثنان معتدلان وسلميان ومثقفان، وهما أيضاً عضوان في الحوار وينتميان إلى نفس المكون وعملا بكل جهدهما لإتمام الحوار وإنجاحه ولمّ الناس على السلم والحوار، ولذلك وجدوهما وحدهما بدون أسلحة ولا حراس. 
كمية الدناءة مكثفه مع هؤلاء الذين يستهدفون الشخصيات المدنية التي تحاول الاعلاء من شأن الحوار ونبذ العنف، كل هذا يأتي من أجل إشاعة العنف وتسييد البنادق والتخلف في هذا البلد الذي يجاهد من أجل الخروج من مستنقع العنف والفساد إلى رحاب السلام والدولة. 
هذا الاغتيال يستهدف الحوار والتغيير، لكنه خيار مهزوم وسينتصر الدم المراق، وكل القوى التي تستخدم العنف والاغتيال وسيلة ستنتحر بسلاحها وتغرق في بركة الدماء الزكية.  
يبقى الغموض يلف الجهة التي اغتالت أحمد شرف الدين كما هي حالة الدكتور جدبان، ومن مصلحة اليمن أن يعرف القتلة ليأخذوا جزاءهم .. تخسر اليمن كثيراً عندما تفقد أمثال هذه الشخصيات والموزعة بين كل المكونات والتي تمثل بالعادة ملاذاً للعقل في زمن الطيش والجنون ولغة الموت التي ينجر لها الكثير بدون أفق ولا رؤية.  
 لقد كان هذا الاغتيال رسالة منغصة في يوم من أيام اليمن، استطاع اليمنيون أن يخرجوا بوثيقة يمنية هي الأولى من نوعها لصناعة الدولة اليمنية عن طريق الحوار الذي استهدف بالتعطيل والتخريب والاغتيالات آخرها اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين رحمه الله والذي اغتيل وهو قادم إلى جلسة الحوار الأخيرة ... 
إن دماء اليمنيين ستمثل قاعدة صلبة للدولة اليمنية التي ستقوم بإذن الله على قاعدة المواطنة المتساوية والديمقراطية وسيادة القانون.. لقد دفعنا كثيراً من التضحيات ومررنا على مآسٍ متتابعة جيلاً بعد جيل في هذا الشعب منذ قرون بحثا عن دولة طال غيابها وآن لها أن تبرز اليوم كمنجز متوج بالتضحيات وقوافل الشهداء الأبرار رغم كل المؤامرات وبقايا المشاريع الصغيرة الأسرية والسلالية والجهوية والفردية الساقطة التي تتخبط اليوم في مستنقع العنف والنار دون جدوى. 
فالتيار الشعبي الجارف سيجرف كل المعيقات نحو مستقبل للجميع ودولة للجميع لايقوم على العنف ولا يستخدم السلاح كوسيلة لفرض الحكم أو الرأي. 
ومن يريد أن يفرض أجندته أو مشروعه فعليه بعد اليوم أن يتخلى عن السلاح والمليشيات ويتوجه إلى الشعب اليمني بالاقناع والحجة، لأن الشعب هو مصدر السلطة ولايقبل أي جهة تشهر سلاحها في وجهه أوتبتزه بالعنف والاغتيالات التي سيواجه أصحابها عقابهم الرادع والخزي في الدنيا والآخرة.. رحم الله كل شهداء اليمن والعار والخزي للقتلة وأعداء اليمن وخصوم الاستقرار. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي