البيت اليمني حائط الصد المجتمعي الراهن

فكرية شحرة
الاثنين ، ١٦ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٣٩ مساءً

 

المؤكد أن الحوثية ليست سوى أداة لفكر وتنظيم الهاشمية ولا يعد الحوثي وأخوه سوى نمور من ورق يراد لها أن تسكن الذهنية الجمعية لليمنيين كرموز.

عقود طويلة يخططون لسقوط اليمن في أيديهم ثمرة لكل ترتيباتهم المتأنية وما سنوات الحرب الباردة هذه إلا جزء من ذلك التخطيط المسبق.

في هذه السنوات ترتكب الجريمة الكاملة في حق هذا الشعب من تجريف للعقول وغسيل للأدمغة وإلغاء للهوية ووأد لحرية القول والفكر.

إن تأثير جرائم الفكر وتجريف العقول أشد فتكا من حروب الإبادة الجسدية فالضحية هنا هو المستقبل والحاضر لشعب بأكمله. في منأى عما يدور خارج اليمن من مفاوضات وأكاذيب سياسية، واستغلالاً لحالة الفقر، تدأب الهاشمية السياسية في فرض حاضنة شعبية فكرية لوجودها غير المشروع. في دأب مشهود تسعى لغرس فكرها حول الولاية والحق الإلهي وتقديس رموز من قش في عقول الأجيال. إنها تعمل بصمت ودون ضجيج تحت لافتات براقة من الاهتمام بعقول أبناء هذا الشعب.

تنشئ المراكز الصيفية وتفتتح الدورات وتقيم المحاضرات وتصل إلى أدنى المناطق وعياً وتغرس بذرتها الخبيثة لتجييش البسطاء باستنهاض فكرة التضحية من أجل الوطن.

شماعة (العدوان) كانت وما زالت أجمل النعم التي فتحت أبواب الرخاء والثبات للحوثيين. لن نقول هدية السماء فالسماء لا تساند الظلم ولكنها هدية النظام الدولي لتنظيم مليشياوي يخدمها. لولا هذا المسمى (العدوان) الذي ضاعف مأساة اليمنيين وصرف أذهان العديد منهم عن عدوان داخلي أشد قبحا لعدوان خارجي أشد غباء لاختلف الوضع منذ زمن طويل.

كل هذه المظاهر التي تتناولها الأقلام بسخرية من ترديد الصرخة في المساجد والمدارس وإقامة الاحتفالات الطائفية الدخيلة علينا والتدرج في تغيير المناهج المدرسية وتقديس ملازم الحوثي، وفرض القداسة لشخوص على أنهم مناضلون من أجل الشعب ويحملون فكر هذه الجماعة.

إنهم ينشطون كأزيز الذباب عبر الإذاعات المحلية؛ في الجوامع والشوارع، حيثما تصرف نظرك تجد لافتاتهم وخرافات شعاراتهم الزائفة. يفرضون ملازمهم على طلاب الجامعات ليدرّسها الدكاترة وعلى التلاميذ في مراكزهم الصيفية، يحاصرون العقل اليمني في كل اتجاه فكيف لا يثمر هذا الضخ المركز لذات الفكرة؟ كل هذه المظاهر وغيرها كثيرة جدا تستوطن بمرور الوقت ذهنية قطاع من اليمنيين كحقائق وما أسهل تزييف الحقائق.

إن مستقبل أبنائنا في خطر وهم الفئة المتلقية النقية التي يُحفر فيها التلقين منذ الصغر وهذا ما تركز عليه هذه الجماعة العنصرية بدقة أكبر.

نحن أمام حرب فكرية أشد شراسة وقبحا لتجريف الهوية اليمنية والعقيدة الصحيحة دون أن يكون هناك حواجز صد من تربية وطنية كانت وما زالت هزيلة. لا نعول على وعي الشرعية لما يحدث؛ ولعل الأسرة اليمنية والبيت اليمني في الوقت الراهن، هما حاجز الصد الوحيد أمام ما يحدث من جرائم فكرية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي