سبتمبر الفكر: فلنغرس في أبنائنا حب الوطن ومعنى اليمن

فكرية شحرة
الثلاثاء ، ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٢٢ مساءً

 

يجب أن يقترن تعليم الانتماء للدين، بتعليم الوطنية. فحب الوطن من الإيمان، حقا وليس مجازا.

تبدأ المأساة من الأسرة ذاتها، التي تلقن أبناءها كماً لا يوصف من سخافات الحياة وقيمها، وتعمى عن تلقينهم قيمة الانتماء وحب الوطن! ذلك لأن فكرة الوطن غائبة من كل بيت تقريبا. لا يحرص الآباء على الحديث عن اليمن بحب أمام أبنائهم! بل إن الواقع يقول إن البعض يلعنون ذلك اليوم الذي كُتب عليهم أن يكونوا يمنيين!

أين توجد تلك الأسرة التي تحرص على تعزيز فكرة شرف الانتماء لليمن، بقصّ الحكايات التي تنمي فكرة الوطنية؟! تلك الأسرة التي تحتفي باليوم الوطني، أو بالعلَم اليمني كرمز عظيم، وتشرح للصغار ماذا يعني كل لون؟!

أين تلك الأسرة التي تولي المناسبات التي يظهر فيها حب الوطن، كيوم التشجير أو يوم النظافة، اهتماما، وتدفع أبناءها للمشاركة؟!

أين مظاهر الانتماء فينا، نحن الكبار، ونحن نحذف مثل هذه الأيام من قواميسنا؟ كم عائلة تهتم بذلك في محيطك؟! وكم طفل يمكنه أن يبلغ السادسة ليردد بفخر "أنا يمني"؟

حدثوا أطفالكم عن معنى الوطن؛ كي لا تكون أول فكرة تراودهم، هي الهجرة من أرض، سيسميها مقبرة أحلامه وطموحه! فالوطن أم وأب، مهما كانت أوقاته عصيبة؛ يظل "عز القبيلي بلاده".

إن الحروب والأطماع التي تحيق بوطننا، تجعلنا نتمسك به أكثر، لا أن يتحول إلى تسمية يخجل منها الكثيرون خارج هذا الوطن، لما تجره عليهم من مشاق وتمييز سيئ.

إننا نجرم في حق هذه الأجيال التي أغفلنا تربيتها على حب الوطن مرتين: الأولى؛ في الأسرة التي لا تهتم بتنشئة الأطفال على حب اليمن، وتمارس التعامل السطحي مع مناسباته الوطنية ورموزه الثورية وكل ما يرتبط به، كالنشيد الوطني، وتاريخه وجغرافيته. والأخرى في التعليم النظامي الذي تعامل مع الانتماء للوطن كتحصيل حاصل لابد منه. فلم يولِه التركيز أو الاهتمام الذي يستحق في مناهجه وأنشطته المدرسية. هل سبق أن ردد طفل، عند عودته من المدرسة أمام والديه: "أنا يمني" و"بلادي عظيمة"؟! هكذا تعلمنا في المدرسة.

قد يتخرج الطالب اليمني، وهو يعرف عن الرموز البارزة للشعوب، أكثر مما يعرف عن رموز ثورة السادس والعشرين من سبتمبر! التعليم الشكلي؛ في الجانب الوطني، وإسقاط الأهم من أجل نزع الهوية اليمنية، وتهميش تمجيد الثورة...، كلها أسباب أثرت في وطنية أبنائنا، ليبرز جيل انتماؤه هو أضعف الإيمان في قلبه. لا لوم على الأطفال؛ فستظل عقولهم صفحة بيضاء نقية، ليأتي الغزاة ويرسمون عليها وجها لا يشبه وجه اليمن.

من واجبنا تدارك هذه النتائج الكارثية. وليكن حلول العيد ال58 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة، مناسبة للقيام بحملة توعية في صفوف التلاميذ في المدارس، والأطفال في البيوت. ليكن إحياء اليوم الوطني، إحياءً حقيقياً بمراسيم عائلية في كل بيت، وفي كل قلب، وليس شعارات على فئة معينة في المجتمع اليمني في مواقع التواصل.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي