قوة اليمن بوحدته

علي هيثم الميسري
السبت ، ٢٦ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠١:٣٠ صباحاً

  إستمعت لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في خطاب مختصر تحدث به في مجلس النواب وأظنه كان في سيئون ، لم يكُن في الخطاب أي عبارة فلسفية واحدة كما يفعل الساسة الفلاسفة الذين يقولون مالا يفعلون ، إختصر فيه كل نقاط حل الأزمة اليمنية ولعودة اليمن قوياً متماسكاً تهابه كل القوى المتربصة به ، وما لاحظته أنه لم يتغير في خطابه حرفاً ولا عبارة مما سمعناه منه منذُ أن تَقَلَّدَ منصب الرئاسة وتَرَبَّعَ على كرسيها ، خطابه دخل أسماعنا دون إستئذان وإستقرت كلماته في وجدان كل مواطن حر ينشد الأمن والأمان ويتطلع لمستقبل زاهر لوطننا الحبيب .

 

     إستخلصت من خطابه ركائز مهمة لم يحيد عنها مُذ إستلم إدارة البلد فقال الآتي : ليس هناك على الإطلاق أي تنازل عن القواعد الثلاث 1 ) المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية 2 ) مخرجات الحوار الوطني 3 ) القرار الأممي 2216 ، ولن يتم التنازل عنها لا من قريب ولا من بعيد ، وكان في ثنايا كلامه التلميح بأن هذه الركائز الثلاث عبارة عن مثلث متوازي الأضلاع وبمثابة طوق النجاة لليمن وخروجه من عنق الزجاجة ليتنفس الصعداء .

 

     ولتحفيز وتشجيع الحضور وكل القوى والمكونات الأخرى على الوقوف معه وتحقيق المراد لإنتشال اليمن من هذه الأزمة التي فرضتها علينا جميعاً مليشيا الحوثي قال : تَوَحُّدنا تَوَحُّد كل القيادات ووحدة الصف القيادي هو الذي سيخرج اليمن من أزمته ، ويجب على القوى خاصة مجلس النواب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني أن تكون وحدة واحدة أمام أي تصعيد يريد تفتيتنا .. هم يعملوا على تفتيت اليمن ونحن لن نسمح بتفتيت اليمن على الإطلاق مهما خسرنا لكننا لن نسمح بتفتيت اليمن وعودته إلى حكم الأئمة ، وهناك آخرين يسعون للعودة بنا إلى ما قبل الإستقلال وهذا من المستحيلات .

 

     فيما سبق ذكره كان ملخص لخطاب فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي ، وبإختصار شديد أستطيع القول بأن "قوة اليمن بوحدته" فإن لم نقف جميعاً مع قائدنا وولي أمرنا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص لعادت اليمن كما قال حكيم اليمن وفارسها إلى زمن الأئمة وإلى ماقبل الإستقلال ، وعلينا أيضاً أن لا نترك ربان سفينة وطننا وحيداً يصارع أعدائنا ويواجه كل هذه الأعاصير العاتية حتى لا نغرق ويغرق الوطن ، فأتمنى من كل جوارحي أن تعي كل القوى السياسية والأحزاب وكل مواطن يمني بأن تشرذمنا وتفرقنا يزيدنا ضعفاً أمام كل القوى المتربصة بوطننا الغالي ، وكما قال المهلب بن أبي صفرة : تأبى الرماح إذا أجتمعنَ تكسرا .. وإذا إفترقنَ تكسرت آحادا ، فهل من مُدَّكِر .

 

     لله درك يا أبا جلال كم أنت عظيم بمبادئك .. كم أنت صلب بمواقفك .. كم أنت عملاق أمام خصومك ، تضحياتك لأجل شعبك زادته حباً وعشقاً لك .. ونسأله تعالى أن يديمك ذخراً للوطن ولكافة أبناء الشعب اليمني ، فبك وبصمودك وجرأتك وإقدامك وحنكتك وبحلمك نحن على ثقة بأنك ستصل بسفينة الوطن لبر الأمان .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي