اليمن واليمنين بين سبتمبر الثورة وسبتمبر النكبة ..!

د. علي العسلي
السبت ، ٢١ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ١٠:٥١ مساءً

أي  ان اليمن  بين هشتاجين هما : #تقدم_الــيمن_نحــو_تحــقيق_اهــداف_الثـــورات_الـيمنية_٢٦سبتمبر_١٤اكتوبر_١١فبراير  ؛ و    #نكبة_٢١سبتمبر .. قامت ثورة الـــ26من  سبتمبر من العام 1962 في  شمال اليمن ضد الإمامة والمملكة المتوكلية، ثمان سنوات احتراب، انتصرت فيها  الثورة والجمهورية في النهاية ، عبر تقديم  تضحيات كبيرة و استثنائية من شعبين عربين عظيمين اشتركا في ضخ الدم من أجل التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، شراكة حقيقية بين الدم المصري والدم اليمني، استسلم الإماميون بموجبه  لتلك البطولات المسطرة من الشعبين، وجاء ذلك كما يسمى تكتيكاً بعد هزيمة مشروعهم  ، فلجأوا إلى  أساليب وخطط  ما اكتسبوه من ثقافاتهم ومعتقداتهم " الهاشمية السياسية" ؛حيث خططوا بدهاء للاستسلام الظاهري،  والعمل بكل جد وجهد بما يمتلكون من مواصفات باطنية قلّ مثيلها  في التاريخ  القديم والمعاصر ...!؛فعملوا على نخر الثورة والجمهورية من داخل الجمهورية _مؤسسات أو أحزاب بمن  فيهم المؤتمر الشعبي العام الذي كان رئيسه والهاشمين يحكمون اليمن طيلة ثلاثة وثلاثون عاماً_ ، نعم! جمهروا شكلاً، وسرقوا الثورة والجمهورية مضموناَ؛ فخططوا بأن يتمسكنوا حتى يتمكنوا، وتمكنوا فعلاً من تفريغ الثورة والجمهورية من المضمون؛ وبقت الإمامة بثوب جمهوري، إلى أن أتت الصحوة المباركة في ١١ فبراير ٢٠١١م، فقامت الثورة الشعبية السلمية بقيادة شباب اليمن المسالمين الأحرار.. وفي اليمن  فبراير العظيم يحدث فيه  النصر والانتصار للشعب اليمني، فبراير،  1968 استطاع الشعب اليمني الحر فك الحصار عن العاصمة صنعاء، وكان قد سبقة انسحاب بريطاني في العام  1967من جنوب اليمن؛ نعم! وفي ١١ فبراير من العام 2011 قامت  ثورة جديدة من أجل استعادة  الثورة الأم المسروقة والمنخورة  من بعض الهاشميين ، وقامت لتصحيح المسار واستعادة روح  ثورة سبتمبر العظيمة، ولتنفيذ أهدافها والمتمثلة بـــ  "_  ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺨﻠﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ. _ بناء جيش وطني لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها. _ رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً._ إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد  انظمته من روح الإسلام الحنيف. _ العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة._ احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين للأمم."..  ثورة 11فبراير 2011 جاءت لتعيد ثورة سبتمبر من سُراقها ، وللقيام بالتنفيذ  الدقيق لأهدافها التي ذكرت سابقاً، وما جعلني بحق أن أذكركم  بأهداف ثورة 26سبتمبر، هو تداول نشطاء لفيديو بصوت وصورة لرجل يمني  مختل عقلياً؛ والرجل  يتحدث بالفصحى ،وهو خطيب  مفوّه، يشعرك بفخر اليمني بأهداف ثورته حتى لو كان مجنوناً..!؛ ترى على وجهه وهو  يخطب الاعتزاز والفخر  بوطنه _يفتقد عند كثير من العقلاء مع كل آسف هذه الأيام_  ،يسرد الأهداف بشكل تصاعدي كما هي ، مؤمناً بتلك  الأهداف التي جعلته يحفظها عن ظهر قلب، دون أن يلحن بها أو يتردد وهو يسردها؛ فسألت نفسي كم منا نحن الأكاديميون ،وكل النخب السياسية، والمسؤولون ،وشباب ثورة فبراير ،والشباب عموماً، لا يزالون يحفظون ويعيون هذه الأهداف كما ذلك المجنون، والذي ربما بسبب عدم تنفيذها قد زاغ عقله أو جنّ جنونه.. ؟!؛  تمنياتي من  الجميع أن يحفظها ويدرك أهميتها كضرورة حتمية لتنفيذها على أرض الواقع ، كي نخرج من عنق الزجاجة التي وضعنا فيها في اليمن المكلوم، فأين إذاً اليمن واليمنين من التحرر من الاستبداد..؟! ؛ واظن أن ما يجري في اليمن حالياً هو  اسوء استبداد في تاريخ البشرية..!؛ فهناك أناس يدعون أنهم أسياد والشعب كله عبيد لهم، وهناك أخرون انفصاليون عنصريون انتقاميون، ظهروا بقبحهم عندما مكنوا من دولة أخرى، فمارسوا شتى انواع الامتهان لكرامة وحقوق الانسان، بل والقتل على الهوية..!؛ وأين ايضاً اليمن واليمنيين  من  التحرر من الاستعمار..؟!؛ ألا ترون كم  من أبناء شعبنا أصبحوا  جنوداً مجندة لخدمة دول أخرى..؟!؛ ولتنفيذ أجندتها دون تردد حتى لو أن الأجندة واضحة لهم وضوح الشمس في أن مبتغاها تمزيق وتقسيم اليمن، ونخر النسيج الوطني في العمق ،ألا ترون معي  أن مثل هؤلاء قد فقدوا ضميرهم الوطني والانساني..؟!؛ أليس  كذلك؟ !؛ الا ينبغي علينا جميعاً مراجعة تلك الأهداف وتطبيقها إن كنا لا نزال نؤمن بها ..؟!، ولا شك عندي أبداً أن أجندة تلك الدول  تتقاطع كلياً  مع مصالح شعب اليمن العظيم..!؛  .. يا أبناء شعب اليمن العظيم، و يا شبابه الغيورين.. مازالت مخلفات الإمامة والاستعمار جاثمة على بلدنا الحبيب، والوضع يحتاج منكم هبة أخرى لتنظيف هذه المخلفات.. فقدركم أن تؤطروا أنفسكم  مرة أخرى ؛ وربما مرات.. حتى تحققوا أهدافكم واحلامكم واحلام ومستقبل أبناءكم  واحفادكم من بعدكم، عليكم إن كنتم تريدون الحياة لأبنائكم من بعدكم ، عليكم أن تؤطروا انفسكم للدفاع عنهم وعن  وطنهم وعن جمهوريتهم وجمهوريتكم  وعن يمنكم و وحدته و سيادته..!؛ انا شخصياً سأترك لكم باقي الأهداف لتسقطونها  على الواقع، وصدقوني، فلن تجدوا بعد  أن  تقارنوا وتتعمقوا  من أن أي منها قد تحقق، ولو نظرتم لأهداف ثورة 14اكتوبر لوجدتم الأمر ذاته، ولو تعمقتم أكثر  بما طرح من قبل  الشباب في ثورتهم، وما خرج به اليمنيون من مؤتمرهم الوطني ، لو تعمقتم في كل ذلك ؛ ربما قد يصل أكثركم للحالة التي وصل إليها  صاحبنا  المجنون الذي استشهدنا به، أو أنكم  ستخرجون فور تعمقكم لإملاء  الشوارع والساحات من جديد، تصححون ثورتكم السابقة، أو تقومون بثورة جديدة   بحق شاملة وجذرية ، وبخاصة لو توفرت الشجاعة لدى الشباب مرة أخرى للخروج والاعتصام في ساحاتهم كما يحري في بلدان أخرى  ؛لأن الثوار  أخطئوا  في ١١فبراير ، وعليهم تحمل جزءا من المسؤولية كونهم قاموا باحتضان الحوثين و سوقوا مظلومة لهم، بالأساس ليست بمظلومية ،ولم يتضح لهم إلا بعد الانقلاب من انهم ظالمين وليسوا مظلومين  ؛ فلقد  هيأتم لهم  أيها الشباب في الثورة الظروف والمناخات اللازمة  للانطلاق نحو نكبة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 النسخة الأكثر سوءًا من تلك النسخة الامامية التي قام عليها ثوار 26سبتمبر ، ولكي لا  تلاحقكم لعنة التاريخ من  أن بعضكم  قد تسبب  في نكبة الــ٢١ من سبتمبر، فعليكم واجب مضاعف هو تنظيف هذه المخلفات، وتنفيذ أهدافكم واهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي أوردناها لكم سابقا..!؛ .. ربما فعلاً يصح أن نقول  أنه  من المفارقات العجيبة في التاريخ اليمني الحديث  أن نتكلم ويتكلم أخرون عن  تزامن ذكرى ثورة سبتمبر لشعب حر قام ضد نظام ديكتاتوري استبدادي إمامي فردي، وذكرى  نكبة سبتمبر التي تريد اخضاع ذلك الشعب الحر للعبودية، ممن يدّعون  أن حكمهم هو من رب العالمين، أي حكم إلهي لهم، وأن الولاية هي من "البطنين "، ..وكأن اليمن قد اصبح  بين هشتاجين الأول:_  #تقدم_اليمن_تحقيق_اهداف_ثورة_٢٦سبتمبر؛ والهشتاج الثاني : _  #نكبة_اليمن_21سبتمبر..؛ لا خيار ثالث لمن يحبون أن يصفون أنفسهم بالبديل الثالث؛ فإما مع الشرعية التي تتحمل مسؤولية تنفيذ الهشتاج الأول؛ وإما مع أصحاب الهشتاج الثاني، والذين يمارسون تدمير اليمن خدمة لأجندة خارجية، فاختار اخي القارئ إلى أي هشتاج انت تنتمي..؟!؛ في الختام.. نقدم التهنئة والمباركة لقيادتنا السياسية بزعامة الرئيس عبدربه منصور هادي التوافق لتأسيس يمن جديد اتحادي بأقاليم، وإلى والشعب اليمني وإليكم أنتم أصدقائي.. وكل عام والجميع بألف خير  ؛ولثورات سبتمبر واكتوبر وفبراير  المجد الخلود وبلوغ الأهداف ؛ولشهداء  تلك الثورات العظيمة الرحمة  والغفران، والهزيمة الماحقة  لأصحاب مشاريع النكبات من أي مصدر كانوا..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي