بجرائم مليشيا الإنتقالي تَعَمَّقَت الجِراح وتَجَذَّرَت الأحقاد (1-2)

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ٠٢ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ١٢:٤٢ صباحاً

حاولت دويلة ساحل عمان إستمالة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لمنحها كل مطامعها ومطامحها في جنوب اليمن تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب ، فوجدت أمامها صرح شامخ لا يهتز له جبين ولا يخفق قلبه رعباً ومبدأه حفظ الأمانة وطبيعته الثبات ، وحينما يئست من إستمالته كما يئس إبليس من الجنة حينها لم تجد بُدَّاً من إستخدام خطة خبيثة لتحقق مآربها ، فإستحضرت الماضي وعلى الأخص خصومة وأحقاد العام 86 ما بين الطغمة والزمرة كما سُمِّيَت حينها ، فإستدعت طرف الطغمة الذي رأت فيه صفات الخيانة والعمالة والإترزاق والإنبطاح والإرتهان ، فوجدت ضالتها في هذا الطرف وإنساق لها كما تنساق الماشية خلف الراعي .

     البداية كانت تأسيسها لمليشيات جُل أفرادها خاضعين خانعين طالما وأنهم يستلمون رواتب شهرية بالدرهم الإماراتي أو الريال السعودي ، ثم أوعزت لبعض الرخصاء الذين فشلوا في مناصبهم بالحكومة اليمنية بتأسيس كيان أسمته المجلس الإنتقالي ظاهره الرحمة وباطنه من قِبَلِهِ العذاب ، ظاهره إستعادة دولة الجنوب وباطنه تقويض مساعي الحكومة الشرعية بتطبيع الأوضاع المعيشية في البلاد لإفشالها والضغط على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .

     إستمر الحال بين هذه الدويلة حديثة العهد المولودة في سبعينيات القرن الماضي وفخامة الرئيس وحكومته الشرعية بشد وجذب ، حاولت من إفتعال إنقلابات عسكرية عبر أدواتها الرخيصة سريعاً ما يخمدها فخامته بحنكته السياسية وخبرته العسكرية فيجن جنونها ، حتى وصل الأمر مؤخراً بمحاولة إنقلابية في عدن بعمل عسكري فشلت فيه أدواتها من إتمامه بإنكسار مليشيات "مجلسها الإنتقالي"  فتدخلت بترسانتها العسكرية وتحول الوضع من محاولة إنقلابية إلى إحتلال للعاصمة اليمنية عدن نجحت فيه .

     حاولت تتمدد دويلة الإحتلال بإحتلالها للمحافظات الأخرى لتبسط يدها على كل المحافظات الجنوبية ، فتركت لحج والضالع لثقتها بأن جُلَّ مواطنيها موالين لصنيعتها المجلس الإنتقالي ، فإتجهت لزنجبار عاصمة محافظة أبين وإحتلتها ثم إتجهت لشبوة التي فشلت أدواتها من إحتلال المحافظة ، فخسرت خسارة مُذِلة لتماسك أبناء شبوة الأبطال حول قياداتهم في السلطة المحلية وتدخُل قوى إقليمية داعمة بعتاد عسكري ضخم ، فعادت مكسورة الشوكة تجر خلفها أذيال الخيبة والخسران المبين .

     بعد معركة شبوة تحركت قوات الجيش الوطني بأوامر من القيادة السياسية صوب العاصمة عدن لإستعادتها وتحريرها من براثن قوى الإحتلال التابعة لدويلة ساحل عمان ، وعلى مشارف العاصمة عدن تأهبت القوات لدخول العاصمة بعمل سلمي بدون إراقة الدماء بأوامر من القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبدربه منصور هادي ، وأمهل قوى الإحتلال وأدواتها 24 ساعة بالإنسحاب سلمياً حفاظاً على أرواح أبناء الجنوب ، وحينما إنتهت المهلة وحانت ساعة الصفر وقد كان الجيش متأهباً لدخول العاصمة عدن حركت طيرانها بعدة طلعات جوية وقصفت قوات الجيش الوطني وإرتكبت جريمتها ضد قوات الشرعية التي تزعم أنها جاءت لنصرتها ضد مليشيا الحوثي ، فخَلّفَ قصف طيرانها ضحايا من أفراد الجيش الوطني تفحمت جثثهم على مرأى ومسمع للعالم أجمع بما فيه مجلس الأمن والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان .. للمقال بقية .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي