أتركوا عدن بدون مدير أمن وسيعود الأمن

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٢٦ مارس ٢٠١٩ الساعة ١٢:٤٥ صباحاً

  شلال شائع مدير أمن العاصمة عدن في عهده ومنذُ تعيينه إرتفع معدل الجريمة وخصوصاً جرائم القتل ، وكان أئمة وعلماء وخطباء المساجد لهم النصيب الأكبر في هذه الجرائم ، ويأتي بعدهم كوادر السلك العسكري والأمني ثم الكوادر المدنية ، طبعاً غير جرائم الإغتيالات في صفوف المواطنين وقتلى الرصاص الراجع والطائش ، بخلاف الإغتصابات في صفوف النساء والأطفال وجرائم السرقة والإستيلاء على الأراضي ، أما الإختطافات والإخفاءت القسرية في السجون السرية فحدث ولا حرج .

 

    كل تلك الجرائم قُيَّدَت ضد مجهول وأنا أجزم بأنه لو تركوا العاصمة عدن بدون مدير أمن لكان الأمر إختلف ، ولكان معدل الجريمة إن بلغ ذروته فسيكون 10 ٪ والسبب أن أبناء عدن المدنيين والمسالمين لن يقتلوا بعضهم بعضاً ، ولن يجرؤ أحدهم أن يغتصب أطفال أو نساء مدينته لأنهم بمثابة شرفه ، والقاصي والداني يعرف أن هذه الجرائم لم تحصل في عدن منذُ أن خلق الله الخليقة إلا بعد أن توافد إليها أبناء القرية بنو جلدة شلال شائع وعيدروس الزبيدي ومليشياتهم العفنة .

 

    قبل أسابيع تم قتل رأفت دمبع الشاهد الوحيد في قضية إغتصاب طفل المعلا وتحولت مديريات عدن إلى صفيح ساخن مطالبين بتسليم القتلة ، وتعهدت الجهة التي أخفت القتلة بتسليمهم وبدلاً من تسليمهم شاهدنا الحاخام هاني بن بريك يزور أسرة القتيل رأفت دمبع عارضاً عليهم مبلغ مالي كدية مقابل التنازل عن دم إبنهم فتم رفض العرض ، ودخول هذا الحاخام في الموضوع يثبت أنه متورط في الجريمة أو أن القتلة هم من أفراد عصابة الإنتقالي .

 

    في حقيقة الامر كنا نترقب تسليم القتلة لتقديمهم للمحاكمة العادلة ولكن خابت ظنوننا ، وبدلاً من ذلك شاهدنا الحاخام يطل بوجهه القبيح عارضاً الدية ، ثم شاهدنا المسخرة شلال شائع الغارق في مستنقعه القذر يطل علينا بإبتسامة هوليوود ليعلن للناس أجمعين بأنه سمكر أسنانه ورشها بالطلاء الأبيض بعد أن كانت مُحَفَّرة تملأها ألوان الطيف ، وأخشى أن يفكر بدخول عالم الفن وخصوصاً أنه يعشق الرقص والغناء ،  وخلاصة الأمر بدلاً من ان يكثف جُلَّ جهوده ليَضبُط الأمن في العاصمة عدن ذهب ليُضَبِّطَ أسنانه الخربة .

 

    بالأمس كانت ستقع مجزرة دموية في مقر إدارة البحث الجنائي بسبب فتاة حسناء رفعت قضية ضد رجلين وفتاة أخرى حسناء تدعي فيها الحسناء الأولى بأن الثلاثة إتهموها بالإلحاد في صفحاتهم الفيسبوكية ، وبما أن الأمر يتعلق بفتاتين حسناوان وفي البحث الجنائي فإن الأمر سيختلف عن كل جرائم القتل والسرقة والقتل طالما وأن أبناء القرية هم من يديرون البحث الجنائي ، حتى وإن كانت القضية هي القذف بالإلحاء والمقذوفة بالإلحاد لا تعرف أن عدد أركان الإسلام 5 ، ولا تعرف أن صلاة الظهر أربع ركعات وإن سألناها ستقول ثلاث ركعات .

 

    خلاصة القضية أن صاحبة الدعوى على علاقة بمسؤول أمني والمتهمة أيضاً على علاقة بمسؤول أمني "ليس بالضرورة أن تكون علاقة حميمية" ، وكلا المسؤولين يريد أن يثبت لفتاته أنه سُبيع وسبع السباع فتواجها بقواتيهما ، وإنتهت الإشتباكات بفضل الله تعالى ومنته أن جعلوا أحد المتهمين الشنبات كبش الفداء وزجوا به بحمام السجن ، وإرضاءاً لها قالوا لها : دخلناه لك الحمام حق السجن .. أيش عادك تشتي ؟ .

 

    خلاصة الموضوع أو على الأحرى خلاصة الرسائل وهما رسالتان التي أود إرسالهما أولاً لحكومتنا الحبيبة: أترضون أن يُحسم الأمر في سويعات في قضية حسناء أُتُّهِمَت بالإلحاد ولأجلها كانت ستحدث مجزرة ، وهناك مئات الجرائم جُلَّها زُهِقَت فيها أرواح طاهرة وبريئة لأنقى أبناء حبيبتنا عدن خلاف جرائم الإغتصاب والإختطاف والإخفاء ؟ ، أما الرسالة الثانية لأهلنا في عدن أقول فيها : لكم الله يا أحبتي ولا تيأسوا من رحمة الله ، غداً ستزول سحابة أبناء القرية وستنجلي الغُمة وأنتم من سيحكم مدينتكم وتعود حبيبتكم عدن كما كانت جنة الله في أرضه .

ملاحظة : أشك بأن الفتاتين حسناوان بل أنني أكاد اجزم بأن الفتاتين "قرعاوين أو قَرَّيعتين أو قُرعيِّتين" .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي