فاقد الشيء لا يعطيه يا إمارات الخير

علي هيثم الميسري
الأحد ، ٠٤ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٢٨ صباحاً
 
 
  إستطاعت دولة الإمارات أن تجد في مصر رئيس مهرج بدلاً عن الأخوان ينفذ لها ما تريده في مصر فدعمته بمليارات الدولارات، ولكنها لم تجد شعب مرتزق يطبل لها في كل محفل ولو حتى بعبارة قصيرة: شكراً إمارات الخير كما هو حاصل في جنوب اليمن، على الرغم من أن الدعم الإماراتي في الجنوب لا يتعدى بضعة ملايين للقيادات المرتزقة من الحراك الجنوبي الإيراني وبضعة براميل من الطلاء في المدارس .
 
 
  في مصر كان الدعم الإماراتي بالمليارات كما أسلفت، ناهيك عن تلك المشاريع والإستثمارات التي أقامتها والتي تُعد أيضاً بالمليارات، ولم تأخذ من الأراضي المصرية ولو حتى شجرة برتقال واحدة، أما في جنوب اليمن فقد إستثمرت هذه الدولة تواجد الكثير من المرتزقة والمتسلقين والباحثين عن المال والسلطة، فإستغلت هوسهم بالسلطة والمال وأوهمتهم بأنها هي من ستسلمهم السلطة في الجنوب بعد أن منحتهم ملايين الدراهم، وماساعدها في ذلك أيضاً هي تلك الأزمة التي يعاني منها وطننا الحبيب التي صنعتها المليشيات الانقلابية وبدعم مادي ولوجيستي من هذه الدولة البغيضة .
 
 
  إستطاعت دولة الإمارات أن تجد في جنوبنا الحبيب مهرج يمني ينفذ لها أجنداتها وهو المخلوع عيدروس الزبيدي الذي لا يفقه في السياسة شيء، حتى تصريحاته لا نفهم منها شيء إلا قوله طبعاً طبعاً، أما ماتبقى من كلامه فهو طلاسم لا تُفهَم، وفي ذات الحين لديها دمية في الشمال محتفظة به منذُ زمن وهو حمادة علي عفاش والتي تدَّعي بأنه تحت الإقامة الجبرية وهو يعيش في أراضيها عيشة الملوك .
 
 
  الإنقسام في الشارع الجنوبي وعلى وجه التحديد في العاصمة عدن إستثمرته القيادة الإماراتية لصالحها في تنفيذ أجنداتها، فزادت على ذلك أن أشعلت نار الفتنة فإستقطبت مجاميع كبيرة من المرتزقة وجندتهم في حزامها الأمني وجعلت منهم جيشاً لها، وفي مديرية الأمن لديها دميتها البلهاء شلال شائع وجعلته جندي لها تحت الطلب بعد أن دعمته بمرتزقة آخرين من بني جلدته، وهذا الدمية البلهاء سلمته مطار عدن الدولي بعد أن أخرجت فيلماً قبل أيام بنشوب صراع بين القائد التابع لها ونائبه، فتدخلت لفض الصراع لتأتي بالدمية البلهاء شلال شائع وتسلمه المطار، وهذا الأخير قام على الفور بتعيين قائد المطار من بني جلدته، وهكذا إنتهى الفيلم بسيطرة إماراتية كاملة على مطار عدن الدولي .
 
  بعد إكتمال السيطرة الإماراتية لمطار عدن الدولي سنسمع قريباً بأن هناك الكثير من الحوثة والعفافيش غادروا من مطار عدن الدولي إلى الخارج، وهذا ما تسعى إليه القيادة الإماراتية كما تسعى أيضاً أن يتم إدخال أسلحة لزبانيتها في الشمال والجنوب دون علم دول التحالف والحكومة الشرعية بعد تسييرها لرحلات عبر طيرانها من وإلى عدن ومطارات أجنبية أخرى .
 
  تهدف القيادة الإماراتية بأفعالها الصبيانية لأحد أمرين أولاهما: فصل الجنوب عن الشمال فتسلم الجنوب للحراك الإيراني الذي يتزعمه المخلوع الجنوبي عيدروس الزبيدي، وتسلم الشمال لإبن المخلوع الشمالي أحمد علي عفاش. وثانيهما تحويل اليمن إلى إقليمين شمالي وجنوبي، فالإقليم الشمالي يترأسه إبن المخلوع الشمالي والإقليم الجنوبي يترأسه المخلوع الجنوبي .
 
 
  في رأيي المتواضع لن أصدق بأن هذه الدولة القزم وقياداتها الأقزام أنهم يستطيعوا أن يحققوا أحلامهم هذه إلا بعد أن يحرروا جزرهم الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، وهذا لن يحصل حتى قيام الساعة، ففاقد الشيء لا يعطيه يا إمارات الخير.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي