لا كرامة لمن يشكك بجرائم عفاش في جمعة الكرامة.. كنت شاهد عيان

د. سمير الشرجبي
السبت ، ١٨ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٧:٣٨ مساءً
كنت يومها اصلي مع اخي الاكبر الدكتور خليل وبعض الاصدقاء في ساحة الثورة في شارع الرباط ويومها التقيت بالاخ والصديق القديم طارق المذحجي والد الشهيد اكرم الذي أستشهد بعد ذلك في احدى مسيرات ثورة 11 فبراير.
 
 
اندلعت حرائق الاطارات من خلف السور الذي صنعه بلاطجة عفاش ليمنح تحرك الحشود وتمددهم في الساحة على طول شارع الوحده (الجامعه) واتضح لاحقاء انه المكان العازل الذي تمترس خلفه القناصة الذي دربهم ابن عفاش على القنص والقتل بدم بارد كما يحدث اليوم في تعز.
حلقت حينها طائرة مروحية في السماء تتابع ما يحدث واعتقد انها كنت ايظا تصور ويقال ان عفاش كان عليها يشرف بنفسه على هذه الجريمة الشنعاء.
 
حينها وبعد اداء صلاة الجمعة توجهت ومعي الصديق طارق المذحجي لداخل الساحة لينادي على اولاده لكي يذهبوا للغداء وكنت اود حينها ان اتعرف على هولاء الشباب الثائر ابناء صديقي الذي لم اعرفهم من قبل.
 
 
دخلنا الى الساحة في شارع الجامعة وحينها انطلقت الرصاصات على الشباب في الساحة من خلف السور الفاصل وكان الثوار يتساقطون ارضا امامنا فقمت باسعاف احدهم سقط امامي وحملته ومعي اخرين بسرعة الى المستشفى الميداني وكنا من اوائل الواصلين للمستشفى وادخلناه الى غرفة العمليات حيث كان هناك عدد من الاخوة الجراحيين كان منهم الاخ الدكتور طارق نعمان واتصلنا باخرين منهم الاخ الدكتور محمد الرميمة وعبدالله دحان ليلتحقوا بالمستشفى الميدان ولم اشارك طبعا في هذه العمليات الجراحية لاني لست طبيب جراح وانما بقيت في الساحة اعمل مع الشباب لعمل الاسعافات الاولية وايقاف النزيف للجرحى الذي استمروا بالتوافد الى المستشفى الميداني بالعشرات وكنا نبكي من شدة الالم والحزن حينما نجد انفسنا عاجزين عن اسعافهم بسبب شدة الاصابات وتهشم الجماجم وحجم النزيف الكبير الذي كنا نقف عاجزين عن تعويضه وايقافه بل ان العديد من الشهداء وصلوا المستشفى الميداني وقد فارقوا الحياة.
 
 
بقيت في المستشفى ومعي الزملاء حتى المساء دون ان تدخل بطوننا اي لقمة طعام او شربة ماء ولم نفكر حينها الا بعمل ما نستطيع لانقاذ ما يمكن انقاذه للجرحى وبالطبع حينها نقلت القنوات التلفزيونية ذلك الحدث البشع واطمئنت زوجتي واولادي على سلامتي عندما شاهدوني بخير على احدى القنوات من داخل المستشفى.
 
يوم صعب لن انساه ولن انسى توسلات الجرحى لنا بان نعمل لهم شيئا ولن ننسى الحزن والم الفراق في عيونهم ولن ننسى تكبيراتهم وهم بتالمون ولن ننسى وصيتهم لنا بان نستمر في الثورة حتى نحقق ما سقطوا هم من اجله.
 
رحم الله شهداء جمعة الكرامة وشهداء ثورة فبراير وشهداء اليمن حتى اليوم في كل مكان لمواجهة الظلم والفسدا والجهل.
 
لذى اقول ان من يشكك بجمعة الكرامة لا كرامة له.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي