قيس سعيد...الرئيس المثير للجدل

د. سمير الشرجبي
السبت ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٣:٠٩ مساءً

خلصت إلى قناعة كاملة في ان السياسة السليمة هي ان تعمل المستحيل لتكسب حليف وليس كل ما يمكن لتخسر صديق.

وما جعلني اكتب هذا المقال هو التناقض في الاراء والتعليقات والتقييمات للرئيس التونسي قيس سعيد الذي وصل الى رئاسة تونس دون خلفية سياسية معروفة له ولا حزب سياسي يدعمه ولم يدخل في تحالفات مع اي قوة حتى اللحظة  .

رجل يخوض غمار هذا الدور تمام تحديات عظيمة ومخاطر كبرى ولوبيهات قوية في تونس حيث يمثل الإخوان الأغلبية النسبية في البرلمان ويتحالفون مع الشيطان للحكم.

وحوله ليبيا الغير مستقرة والجزائر التي تحيق بها المخاطر رغم انتخابات الرئاسة التي اوصلت شخصية وطنية مستقلة لكنها متمرسة للعمل السياسي والإداري والاقتصادي وعندها خبرة كبيرة الرئيس قيس سعيد ليس لديه خبرة كافية ومصداقيته وحدها لا تكفي لإدارة الدولة ويحتاج من القوى الوطنية والقومية وكل الشرفاء في تونس ان يقفون معه لا ان يترصدوا له الأخطاء وجلده ودفعه الى احضان الإخوان. نحتاج من مثقفينا قليل من الوعي والحكمة والذكاء والتفكير المنطقي والتفهم لما يحيط بتنونس وعدم خذلانها. لا تطلبوا من الرئيس قيس سعيد ان يكون جمال عبدالناصر أو صدام حسين .

ادعموه ليتمكن من قيادة تونس أمام مل هذه التحديات الداخلية والاقليمية والدولية لان موقفه من الكيان الصهيوني أيضا زاد المؤامرات عليه وها هي تركيا حليفة الصهاينة تاخذ الضوء الأخضر من الصهاينة للتدخل في ليبيا وتضغط على تونس ولاحظنا جميعا الزيارة الخاطفة لاردوجان ومحاولة احراج الرئيس قيس سعيد وتقويله ما لم يقل ولكن الرئاسة فوتت الفرصة وتركت اردوجان والإخوان يحتفلون وأصدرت بيانها الرسمي فمرغت بوجوههم الأرض واعلنت ان تونس لن تقبل التدخل التركي في ليبيا وكذبت تصريحاتهم. السياسة ان تعمل كل ما هو ممكن لتكسب حليف وليس كل ما يمكن لتخسر صديق.  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي