المطلوب تحرير إب وليس فتح جبهات

محمد القادري
الاربعاء ، ٠١ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٤١ مساءً

لفت انتباهي خبر تم نشره في المواقع الاخبارية حول اجتماع اللواء المقدشي رئيس هيئة الاركان العامة مع قائد مقاومة إب عبدالحكيم المرادي لمناقشة امكانية محافظة إب ، واردت ان اوصل رسالة للجهات المسؤولة ان المطلوب هو تحرير محافظة إب من خلال خطة عسكرية متكاملة يتم تنفيذها خلال ايام معدودة ، وليس المطلوب فتح جبهات للاستنزاف فقط  ، كون هذا الامر لها نتائج سلبية عكسية تؤثر على طبيعة ابناء محافظة إب الواقفون مع المقاومة  وطبيعة الظروف العامة فيها .

 

 فتح جبهات فقط دون وجود خطة كاملة للتحرير والحسم في غضون ايام معناه ان الحرب ستكون بنفس طويل ، وان تقدم الجبهات سيكون محدود يستعمل فيه الكر والفر والتقدم والانسحاب ، وان الدعم سيكون قليل في الجانب المادي والعتاد العسكري ، وهذا امر مرفوض في واقع إب الذي يأبى ان يكون سيناريو المحافظة الخضراء شبيه بسيناروا محافظة تعز ، ففتح الجبهات بنفس طويل ومقاومة الشخص الذي يحمل البندقية امام من يحمل السلاح الثقيل معناه ان تقدم نفسك للانتحار وتلقي الموت على ايدي الانقلابيين بسهولة ويسر .

 

 درسان تعلمتها المقاومة في إب ولا يمكن لها الآن ان تكرر اخطاءها السابقة ، فالدرس الأول : عندما انطلقت شرار المقاومة في إب وتقدمت نحو عاصمة المحافظة بصورة سريعة من عدة اتجاهات ، ولكن بسبب خذلان التحالف وقيادة الدولة الشرعية لهم وقطع الامداد والدعم تراجعت المقاومة للخلف مخلفة الخسارة بالعديد من الكوادر البشرية .

والدرس الثاني : جبهة الشعاور التي استمرت اكثر من سنة وهي تعاني شحة الدعم والامداد وبسبب ذلك انتهت تلك الجبهة من خلال محاصرة جماعة لها والهجوم عليها من كل الاتجاهات ،، فهل فتح الجبهات في إب سيكون مصيره كجبهة الشعاور التي لو كانت هناك نية حقيقية لاستمرار الجبهات لتم دعمها واستمرت .

 

 هناك الكثير والكثير من ابناء إب من يريدون الانضمام لصفوف المقاومة والجيش لتحرير إب ، ولكنهم يريدون ذلك عندما تنطلق ساعة الصفر للتحرير والحسم ، فعندما يجدون تقدم جبهة التحرير من جهة محافظة الضالع ووصولها اطراف مدينة إب ، فحينها ستنتفض الآلآف المؤلفة في مواجهة كل الانقلابيين ، اما في حالة فتح جبهات بطيئة التقدم ومتوقفة بعيد عن مركز المحافظة فهذا سيقف حاجزاً امام الكثير من الانضمام والمشاركة في الجبهات ، كون ذلك يعتبر الا ان يكون مصيرهم هو الخسارة والضحايا والهلاك بدون تحقيق الهدف المطلوب وهو التحرير والحسم .

 

 كما هو معروف ان محافظة إب هي من ترفد كل الجبهات في مأرب والجوف ونهم وتعز وغيرها بالمقاتلين ، فهل يعني ذلك انه في حالة فتح جبهات داخلية فيها للاستنزاف ولا تحقق اي تقدم سريع ، هل يعني ذلك التأثير على كل الجبهات خارج إب وهو ما يصب في مصلحة الانقلاب ؟؟؟ ارجو من القيادة ان تركز على ذلك جيداً .

 

إب مؤهلة للتحرير في بضعة ايام ، والتحالف وقيادة الدولة الشرعية قادرون على ذلك من خلال توفير الدعم اللازم والمطلوب ، ولأن إب تأوي مئات الآلاف من النازحين فيجب تحريرها سريعاً ، وهناك خياران  متروكة لقيادة التحالف ، اما ان تحرروا إب بطريقة سريعة ، او ان تتركوها بدون فتح جبهات داخلية لا تتضمن خطتها تحقيق التحرير والحسم والتقدم السريع .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي