الرئيس هادي مشكلتنا الأم !!

حبيب العِزِّي
الأحد ، ١٧ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٢٥ مساءً
هي معضلة كبرى تلك المتلازمة، التي لا تريد مفارقة الرئيس هادي أبداً، وكأنها جزءٌ أساسيٌ من شخصيته، تلازمه كظله وخياله أينما ذهب، وكيفما تحرك، إنها متلازمة خلق المشكلات، فهذا الرجُل يُجيد لعب دور المُتسبب في المشكلات، أكان ذلك بإرادة منه أو بغير إرادة، وهو بارعٌ في خلقها من العدم، بل وصناعتها كما تصنع الأشياء، ليترك بعد ذلك من حوله يعيشون في دوامة من العِراك والشجار بغية حلها، ثم لا يستطيعون، وربما كان الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أكثر الناس فهماً لطبيعة تلك الشخصية غريبة الأطوار، حين وضعه نائباً له في الظل بلا صلاحيات، وهو المكان المناسب له تماماً. 
 
كان هو المتسبب الأول في دخول الحوثيين مدينة عمران، عندما باع العميد القشيبي ورفاقه، والقصة معروفة لدى كافة اليمنيين، كما كان المتسبب في دخولهم صنعاء عندما باع الجنرال علي محسن وفرقته الأولى مدرع، ومعهم حزب الإصلاح، كما يعلم الجميع، ثم ذهب فارَّاً إلى عدن فجلب إليها المليشيات الحوثية، وتسبب لها بكل تلك المعاناة، التي لم تنتهِ فصولها إلى اليوم، وعندما هرب إلى السعودية جلب لليمنيين أم الكوارث عاصفة الحزم، التي لم يذق اليمنيون بعدها طعم النوم، فيما بات هو ينام على فراش وثير، يعيش عيش الملوك وينعم بجوارهم، لكن كرجلٍ أسير.
 
إلى الرياض لاذ بالفرار، فجلب لليمنيين الموت والحصار، ثم ذهب لينام في غرفة الانتظار، ولا نعلم حتى اليوم، هل لا زال نائماً؟!، أم أنه قد فارق الديار! .. هل ما يزال حياً؟! أم في عداد الميتين قد غدا، أم أنه أصيب بانهيار!. 
 
منذ أن كان في عدن، والجميع يصرخون فيه بأن اجعل لك نائباً، عله يساعدك في حمل المسئولية، فأنت قد "عجَّزت" وصحتك لم تعد تحتمل، وبعد أن طلَّع أرواحنا، عيَّن نائباً له على حذر وتخوف، وأعطاه بعض الصلاحيات، واستأثر لنفسه بكل ما يتعلق بالشق العسكري والأمني، صرخ الجميع فيه مرة أخرى بأن عيِّن وزيراً للدفاع، وقائداً للأركان، فأنت في حالة حرب، كي يقومان بإنشاء غرفة عمليات تقود المجهود الحربي على الأرض، وبكل أعمال التنسيق والترتيب والتدريب، كما وتعيين القيادات الميدانية، التي ستقود المواجهات ... الخ، من كل هذه الترتيبات التي هي من شأن العسكريين وتخصصهم، ثم لم يفعل من ذلك شيئاً، ولا ندري ما هو السر! أهو الخوف من أن يُسحب البساط من تحت أقدامه بالتدريج؟! أم أن لديه أجندته الخاصة للتشبث بالسلطة؟! 
 
لماذا لم يقم مثلاً بأي إجراء يعيد فيه اللواء علي محسن إلى الواجهة، وإشراكه للقيام بأي دور في المواجهة الحالية مع المليشيات الحوثية، ومن يساندها من المتمردين على الشرعية، والأمر ذاته مع اللواء عبده حسين الترب، وربما غيرهم من قيادات عسكرية لا نعرفها، مشهود لها بالإخلاص للوطن، مهما قال عنهم المرجفون والمنافقون، ألم يكن من الطبيعي إشراك كل هؤلاء في قيادة المعارك والمواجهات، منذ الأيام الأولى لعاصفة الحزم؟!
 
بعث هادي بمذكرة مناشدة للأشقاء في السعودية لإنقاذ الشعب اليمني، وهبَّ الأشقاء لنجدتنا على الفور، أو هكذا قالوا لنا على الأقل، أنقذ هادي نفسه وتركنا نواجه مصائرنا لوحدنا، رأينا رسالة عبرت أجواء اليمن، فوصلت طهران عبر دمار صنعاء، استلم الإيرانيون رسالة الحزم فقرؤها وفهموها، واستلم اليمنيون رسائل الموت السريع والبطيء في كل المدن اليمنية، ولم يستطيعوا قراءتها أو فهمها حتى اللحظة. 
 
إن مشكلتنا الأم كيمنيين هي في الرئيس هادي ذاته، وقد بدأت جذور تلك المشكلة حينما قبلنا به رئيساً توافقياً، بناءً على المبادرة الخليجية التي ارتضيناها حلاَ وسطاً، يُخرج اليمن من أتون حرب طاحنة كنا نخافها، لكننا لم نكن ندرك، ولم يكن في مخيلتنا يوماً، أن ذاك الحل سيصبح هو المشكلة، وها نحن نعيش ذلك واقعاً مراً، ومن الواضح أن مشكلاتنا لن تُحل، إلا بِحَل تلك المعضلة أولاً.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي