مراوغة صالح.. كنز لا يفنى

كتب
السبت ، ٠٥ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٢٨ مساءً
فؤاد مسعد لا زالت المراوغة لعبة صالح المفضلة، حيث يحب أن يظل بطل المسرح الذي يلفت انتباه الجمهور بحركاته المثيرة و تعبيراته المتناقضة، يود أن يبقى الوحيد في دائرة الأضواء و في مربع الإثارة، يعجبه أن يغدو الإعلام مشغولا بما قاله و ما سيقوله، بما فعله و ما سوف يفعله، لقد أدمن تلك الحالة من طول معايشته لاضواء الإعلام لما يزيد عن ثلاثة عقود، و حتى بعد اندلاع الثورة التي جاءت لاجتثاثه لم يتخل عن هوايته المفضلة، و لشهور طويلة ظلت وسائل الإعلام -خصوصا الخارجية التي كانت تتعامل ما يصدر عنه بكثير من المسئولية- مشغولة بنقل ما يقوله هو أو ما يلوح به عبر مقربين منه حول الموقف من المبادرة الخليجية، إذ ظل في كل يوم يعلن موقفا منها، و أحيانا يعلن أكثر من موقف في اليوم نفسه أو حتى في الخطاب نفسه، تارة سيوقع و تارة أخرى لن يوقع، و في يوم الجمعة و أمام مناصريه يعلن موقفا يبدو نهائيا لا رجعة عنه، لكنه يخذلهم في أول ظهور له على وسائل الإعلام أو حتى بدون  الظهور على تلك الوسائل التي أتعبها كثيرا و هي تتبع مواقفه المتضاربة و تصريحاته التي ينقض بعضها بعضا، و حين أصيب في ما عرف يومها بـ"جمعة الأمن و الأمان" حاول و هو  الجريح حينها أن يوهم البعض أنه لن يسافر خارج البلاد، و في المقابل كانت ترتيبات نقله بدأت لتدحض افتراءاته و افتراءات المخدوعين من مناصريه، و نتذكر أنه بعد وصول جثته إلى الرياض كان طارق الشامي و مثله أحمد الصوفي و النهاري يتحدثون أنه لن يغادر، و أنه لا يزال يتلقى العلاج في صنعاء، الغريب في الأمر أن بعضهم كان حينها يتحدث لقناة العربية في الموضوع ذاته، و قد أعماهم الغباء عن رؤية ما يربط القناة بالرياض و المسئولين فيها من وشائج تجعلها صاحبة السبق في كل ما له شأن بالرياض و مستشفياتها، لكن "حمران العيون" كانوا يتصورون أنهم يتحدثون لتلفزيون اللوزي و إذاعة عباس الديلمي، أتذكر في اليوم التالي لوصول صالح الرياض أن قياديا مؤتمريا كان ضيفا على قناة العربية و حينها كانت المذيعة تخاطبه: انت كنت تقول لي أنك في المستشفى مع صالح بينما مصادرنا تؤكد لنا أنه قد وصل المشفى السعودي!! الحقيقة أن صالح أوقع كل من صدقه في مأزق و جعلهم يبدون متخبطين لا يفقهون شيئا مما يقولونه، و جعل الكذب وسيلتهم الوحيدة لمحاولة الخروج من المأزق الذي يضعهم فيه في كل مرة، و حين كان في السعودية كانت المصادر التي تحيط به تتعمد في كل يوم تضليل وسائل الإعلام بخبر لتعود فتنفيه في وقت لاحق، قالوا أنه لن يعود اليمن، و قالوا سوف يبقى في الرياض أو يذهب الإمارات بينما أشارت مصادره المضلِّلة و المضلَّلة أيضا أنه سوف يغادر إلى الولايات المتحدة ليظهر بعد ذلك مؤكدا أنه سيعود إلى صنعاء، و بالفعل عاد إلى صنعاء على وقع مجازر جديدة في القاع و عصر و كنتاكي، و بعد وصوله صنعاء ظل الشغل الشاغل لوسائل الإعلام هل يوقع على المبادرة أم لا، لكنه وقع بعد ما يزيد على شهرين من عودته، و بعد التوقيع ظل يماطل في حديثه عن السفر إلى الولايات المتحدة للعلاج و أحيانا للنقاهة و أحيانا يقول أنه لن يغادر في الوقت الذي كان طلبه مطروحا لدى السفارة الأمريكية بصنعاء، و هو ما جعل صبر مسئولين في الإدارة الأمريكية ينفد ليظهر التصريح الرسمي عن الخارجية متهما صالح بالكذب و قالت الخارجية الأمريكية كما ورد في التصريح أن تصريحات صالح تسبب لهم الصداع تارة يقول انه سيغادر و تارة ينفي، و قال إذا كان صالح صادقا في كلامه فليسحب طلب التأشيرة الموجود في السفارة بصنعاء، اليوم يكرر الفعل دون أن يتحلى بقدر من اللياقة المطلوبة، يقول أنه سيغادر ثم لا يتورع عن الدفع بأحد ممتهني الدجل و التضليل في مطبخه ليقوم بالنفي و اعتبار ما ورد سابقا افتراءات لا أساس لها من الصحة، و لا ينسى هؤلاء أن يدعوا وسائل الإعلام لتحري الدقة و التحلي بالمصداقية! و صدق فيه الشاعر أحمد مطر بقوله: شيء مختلف الأطوار سباك؟ كلا..مجنونٌ؟ كلا..سَقَّاءٌ ؟ بشار؟ لا أعرفُ ، لكني أعرفُ أنَّكَ تعرِفُهُ مَكَّار
الحجر الصحفي في زمن الحوثي