أسامة عبد الإله سلام// في ذكرى وفاة والدي

كتب
الخميس ، ٢١ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٣٨ مساءً

 

 هل تجرؤ الذاكرة ألا أن تذكرك فيه؟ في ذكرى الرحيل!!!

أي نور قد انطفأ ، رحيلك فادح يافقيد قلبي فمثلك لا يتكرر في مثل هذا اليوم رحل صديقي ومعلمي  ورفيقي في الحياة رحل من كان يعطي لحياتي كل المعاني وأجملها.. في مثل هذا اليوم فقدت طعم السعادة.. في مثل هذا اليوم كُسر قلبي ولم يجبر.. في مثل هذا اليوم فقدت قلباً من المستحيل نسيانه، رحل فكان رحيله أكثر الأشياء وجعاً لي.

ليس رثاء متأخراً ما أكتبه الآن .. ليس تمجيدا لك أو بحثاً عن أمثالك في هذا الزمان بل أكتب سعياً للتخلص من آهات الحنين والوجدان.

حين أتكلم عن والدي فأنا أتكلم عن مناضل، عن عالم وأديب وقاص ، عن حياة، عن جنة، عن وطن كبير، عن حب لا يموت أبداً.. ذكرى وفاة والدي تاريخ اقترن بالذاكرة؛ اُنتزعت فيه قطعة من قلوبنا، مرّت سنة على وفاته، مضت وكأننا افتقدناه بالأمس، سيظل عزاؤنا فيه عمراً حتى نلتقي به في أعلى الجنان..

سنة مرت على وفاة أبي؛ ومازلت أتذكر تلك الرجفة التي هزّت قاع قلبي حين قبّلت جبينه، لا ألمَ يضاهي ألمَ فقده، ولا ذكرى أبشع من ذكرى رحيله، ولا حزن يفوق حزن وفاته..

غاب أبي وغاب معه زمن جميل لن يعود.. فبعد مرور عام على وفاة أبي أيقنت أن الفواجع تبقى كما هي ولو مرّ عليها دهر، وأن الحزن على الراحلين لا يموت، فذكرى الرحيل تتجدد مع تاريخ الوفاة.. اللهم إني لا أعترض على حكمك لكن الشوقَ غلبني، فاللهم ارحم والدي بقدر شوقنا وحنيننا إليه..

نمْ وادعًا يا أبي.. سنعيش على ذكراك.. فقد تركت فينا همة باقية، وعملاً في سبيل الخير، وسلوكًا على طريق الفضيلة والهدى بعون الله..

في هذه الذكرى لا يسعني إلا أن أرفع يديّ إلى الله العلي القدير وأسأله أن يتغمدك بواسع رحمته وغفرانه وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة..

اللهم ارحم أبي بقدر ما تمنيت له البقاء وأكثر.. وليجبر الله كسر قلبي كلما اشتقت إليه..

والدي؛ لي في غيابك قصة وجع لا تنتهي، رحمك الله يافقيد قلبي..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي