عن دولة " الطلفسة " العظمى !

كتب
الاثنين ، ٠٢ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٣٠ صباحاً
سناء مبارك بجدارة و استحقاق نحن مشروع الدولة الطلفسية العظمى , بجد مش مزاح .. أخبروني عن شيء واحد يسير بغير آلية " الطلفسة" الشهيرة في هذه الرقعة من العالم و سأُعدُكم أن أسحب نبؤتي هذه , بحبل كبير , أكبر حتى من ذلك الذي يستخدم هذه الأيام كـ " مطبات " في شوارع عدن .. بأمانة الله ؛ في حد بالعالم يسوي مطب بحبل ؟.. يبقى كل شيء معقول في دولة الطلفسة العظمى. كنت قبل أيام أمر بمعية صديقة في أحد شوارع كريتر و كنا نتفحص الجو العام في المدينة , لغاية ما في نفس الثقافة , لم أكد أصدق عيني للمدى الذي وصلت إليه ضحالة اللغة التي كُتبت بها الشعارات المختلفة - فيما عدا حزني الشديد لما آلت إليه جدران المدينة من عبثية التشويه - فهو نفسه نوع اللا تصديق و الاندهاش الذي أراقب به منذ فترة كثيرًا من أطفال أقربائي و هم يعانون و بشكل مزري من عدم المقدرة على القراءة و الكتابة بما لا يتناسب بالمطلق مع أعوامهم الدراسية المتقدمة, من يعرف عن " مالكوم اكس " قوله : التعليم هو جواز سفرك نحو المستقبل " , سيعرف كم نحن متأخرون عن مستقبلنا , مع كل مرة تصبح فيها امتحاناتنا تقييمًا لمهارات الطلبة في " الغش " , و ابتكار كل الطرائق فيه ؛ نصبح نحن خلف التاريخ و من وراء المستقبل .. دولة الطلفسة العظمى تزحف إلى الخلف , هذه وجهتها الطبيعية .. * في دولة الطلفسة العظمى , يحدث أن تكون المناهج طلفسية , و المدرسون مطلفسين , و الطلبة مطلفسين , و المخرجات التربوية طلفسية , والطقس المستقبلي طلفسيًا غائمًا , و النشيد الوطني " طنش تعش تنتعش " , و لا داع للتكملة !   في أوروبا و أمريكا و شرق آسيا يعلمون أولادهم أن يعملوا ما يحبون , أن يسعوا لما يحبون , أن يعرفوا بالتحديد ما يحبون ؛ هناك يقدسون الوقت و العمل و الإنتاج , لا يعرفون الله بالقدر الذي نقول أننا نعرفه به و مع ذلك يعرفون كيف يكافئون الحياة التي أعطاهم الله إياها .. في دولتنا العظمى نحن نقاتل لأجل الله بقتل الحياة التي وهبها , لأن هذه طريقتنا العظيمة في الانجاز , قد يكون الأمر مختلفًا عند البعض ممن لا يعرفون الله و لا يعرفون الحياة , و يتساوى الجميع في تقديس أشياء لا علاقة لها بتعمير الأرض و لا الحياة و لا حتى الله .. لفك شفرة الطلاسم أعلاه ؛ زوروا دائرة حكومية في منتصف النهار و سجلوا لديكم التعريف الحقيقي لكلمة " عرض بطيء " , كل شيء يتم باستهتار خرافي , " ارجع بكره " أو " روح عند فلان " أو " قد خلصنا الدوام " كلمات ذهبية , لن تعدم أن تسمعها في كل مرة , طبعًأ إن كنا شعوبًا مولعة بالقراءة كان بإمكاني أن أدعوكم لاجتلاب كتاب تقرعون به رأس الملل هناك , لكنها رفاهية مزدوجة , أعرف ذلك .. لاحظوا فقط متى يتحول العرض إلى " فاست فورورد " , دققوا النظر في ساعاتكم و في حوارات الموظفين الجانبية و ستعرفون أنه الوقت الذي تسافر فيه الأمزجة نحو مجالس القات , و ساعاتها السليمانية . الشيء الوحيد الذي لا يتم التعامل معه بطلفسة في شق العالم المنكوب .. * في دولة الطلفسة الكبرى يحدث أن كل موظف هو مطلفس حتى يثبت العكس , يحدث أن تجد مطلفس برتبة موظف أو مدير , أو وزير أو رئيس حكومة أو رئيس , يحدث أن تجد أجهزة طلفسية أمنية , و أجهزة قضائية طلفسية ,و أجهزة عصبية طلفسية , يحدث أن تجد نقطة تفتيش لكل مواطن و" قاعدة " تتنقل بكامل أريحيتها في كل مكان , يحدث أن تجد شيخًا لكل محكمة و محكمة لكل شيخ , يحدث أن يُسمح لقبيلة بأن تدير دولة , يُسمح بأن يسكن قصرًا رئاسيًا في عدن , نكرةٌ أحمرو يطلق منه نيرانًا على شعب أعزل و لا يقف في وجهه أحد !   طلفسة التفتيش و الأمن – القاعدة طلفسة الجنوبيين – القضية الجنوبية عن صحيفة الغد
الحجر الصحفي في زمن الحوثي