التغيير السياسي المنشود في مؤتمر الحوار الوطني القادم

كتب
الجمعة ، ١٥ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:١١ صباحاً

أضف مقالة جديدة

بقلم : د.محمد سعيد الحاج-
يوجد في الأدب السياسي نموذجان اثنان لاثالث لهما في التغيير السياسي أولهما يتمثل في التغيير من أعلى إلى أسفل والآخر من أسفل إلى أعلى ولكل منهما مميزات وعيوب .
أما التغيير من أعلى إلى أسفل فهو التغير الذي يحدث نتيجة ( للانقلابات ) سواء كانت ذات طابع عسكري أو تلك البيضاء ومن نتائج هذا النموذج إزاحة أفراد من رأس هرم السلطة وإبدالهم بآخرين دون أن يكون هناك مشاركة حقيقية من قبل الشعب والشعب في هذه الحالة هو و( حظه ) فإن جاء إلى السلطة قادة يتمتعون بصفات العدل والنزاهة والاستقامة .. حصل الشعب على حقوقه وبدأت بشائر الأمل نحو التقدم والتطور من أمثلة ذلك التغير الإيجابي ذلك التغير الذي حدث في الدولة الأموية وجاء بالخليفة عمر بن عبدالعزيز وكذلك التغير الذي حدث بعد ثورة 1952 المصرية عندما جاء الزعيم جمال عبدالناصر وكذلك التغيير الذي حدث باليمن عام 1973 والذي جاء بالزعيم الشهيد إبراهيم الحمدي . والعكس إذا جاء هذا التغيير بقادة فاسدين تحمل الشعب ويلات فسادهم وظلمهم حيناً من الدهر ،، وأمثلة على هذا التغيير كثيرة وباستطاعة القارئ الحصيف تعدادها.
ومن مميزات هذا النموذج في التغيير أنه يحدث بسرعة ويمكن أن يلمس الناس نتائجه بوقت قصير لكن من أهم عيوبه أن نتائجه تلك قد تنتهي بسرعة وبمجرد تغيير الأفراد بمعنى أن هذا النوع من التغيير طبقاً لهذا النموذج لاسيما التغيير الإيجابي لايستمر طويلاً وبالتالي لايستطيع أن يبني مؤسسات طويلة المدى تكون قادرة على مقاومة أي تغيير سلبي قد يحدث لاحقاً وذلك يسبب أن مقاومي التغيير إلى الأفضل وخاصة في الدول المتخلفة يكون لديهم الكلمة العليا واليد الطولى لاسيما بغياب الشعب الواعي الضامن الحقيقي للتغيير إلى الأفضل
أما التغيير طبقاً للنموذج الثاني وأقصد به التغيير من أسفل إلى أعلى والذي يعني أن القاعدة العريضة من الشعب تناضل من أجل إحداث تغيير سياسي منبثق منها وفقاً لأهدافها عن طريق قيام الشعب بمكوناته السياسية المختلفة ومنظماتة المرئية بإ نتخاب قيادة سياسية تدير البلد طبقاً لدستور أقره الشعب يلبي أهدافه ويحقق طموحاته والأمثلة على هذا النموذج كبيرة جداً وخاصة في الدول المتقدمة والآخذة بالنمو.
ومن مميزات هذا النموذج أنه يتم برغبة الشعب لا برغبة مجموعة من أفراد السلطة سواء كانت عسكرية أو أسرية أو قبلية كما هو الحال في النموذج السابق ومن مميزاته أيضاً أن هذا التغيير يستمر طويلاً ولا أحد يستطيع العودة به إلى الوراء مرة أخرى . ومن عيوبه أن الشعب لايلمس إيجابياته ونتائجه إلا بعد وقت ليس بالقليل ..
وخلاصة القول :
إن التغيير الذي يتم دون إرادة الشعب ورغبته هو تغيير سلبي لايخدم إلا الأفراد الذين قاموا به ومصالحهم ومصالح عائلاتهم ومن مشى في ركبهم الأمر الذي يعمل على انتشار الفساد والظلم والاضطهاد والفقر والجهل والمرض والإرهاب .
إن التغيير من أسفل إلى أعلى طبقاً للنموذج الثاني هو التغير الذي يجب أن نبحث عنه ونجعله حقيقة واقعية في حالتنا اليمنية وهدفاً بدأ حدوثه بالفعل بعد ثورة 11 فبراير السلمية وهو ما نأمل الخروج بتأكيده من مؤتمر الحوار الوطني القادم لأنه تغيير نتاج رغبة الشعب ونضالاته وتضحياته ويكون القادة فيه هم خُداماً للشعب والشعب يكون مصدر السلطات جميعاً ، هذا التغيير هو الذي يقود إلى بناء دولة المؤسسات والدولة المدنية الحديثة وينشر العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد الشعب ، ويكون عصياً على العودة إلى الوراء مهما حاول أعداؤه ومقاوموه ، لأن الشعب قد قرر ذلك التغيير ولا راد لإرادة الشعب لأنها من إرادة الله .

عن الجمهورية 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي