في يوم المرأة العالمي .. حرائر وعبيد !

كتب
الاربعاء ، ١٣ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٢٤ صباحاً

بقلم: منال الأديمي -
يعود علينا اليوم العالمي للمرأة هذا العام ليس للاحتفال فقط وإنما للحساب والمراجعة وفتح الدفاتر وقراءة النتائج وللسؤال عنها وأين انتهى بها الحال، وهي تدفع ثمن حماقات الرجال في العالم من (ساسة وقادة) والمشغولين طيلة العام بنزاعاتهم المسلحة وحروبهم وأطماعهم السياسية والحزبية وحماقات الموت والقتل، والتى على ما يبدو لن تتوقف إلا وقد أحالت العالم كله إلى كومة من ركام ودمار.
في عيدها اليوم نتساءل بمرارة: ماذا قدموا للمرأة وهم يحكمون نصف المجتمع ومن تأتي بالنصف الآخر؟ لكنها لسبب ما لم تواتِها الفرصة للحكم وملء العالم حباً وعطاء وحياة؛ فهي الأجدر والأقدر، ولعل التاريخ العالمي واليمني تحديداً حافل برخاء وازدهار شهده العالم واليمن تحديداً إبان حكم امرأتين هما بلقيس وأروى، قد يرى البعض في كلامي هذا تحاملاً مني على الرجال، لكنها الحقيقة وحسب، والتي تتجلى لنا يوماً بعد آخر أن سيادة الرجال ستقود العالم نحو حتفه.
يطل علينا هذا اليوم على المستوى العربي واليمني بعد ثورات قدمت فيها المرأة أعظم وأشجع أدوار البطولة، ولعل ربيع المرأة السورية كان الأكثر عطاء وتضحية، كما لا أنسى نساء الأقصى رائدات التضحية والفداء.
في هذا اليوم حقيقة وعلى مستوى بلدي الحبيب أقف فخراً واعتزازاً حين يمر أمامي شريط ذكرى الثورة، متوقفاً للصلاة في محراب تفاحة وياسمين الثوري وتوسلات عزيزة لقناص غادر أن لا يستهدف إخوتها في النضال، وأزداد اعتزازاً بحضورهن خالدات في تاريخ العطاء في محافل دولية يرفعن علم اليمن شامخاً، فتارة توكل وتارة أروى، فمناهل ثابت، وأخيراً بشرى، ولا ننسى صغيرتنا نجود علي.
كما أمر حزناً وألماً على نساء وأمهات وأخوات وبنات الشهداء والجرحى، ومن لازلن ينتظرن أخباراً عن معتقلين أو تحقيق العدالة والقصاص، وتنهمر دموعي لمعاناة نساء أبين وأرحب وصعدة اللواتي فقدن كل شيء في لحظة نسى فيها الرجال في هذا البلد عقولهم، ورجحت كفة الشر ونزعة الدمار بداخلهم، فكانت النساء وفلذات أكبادهن أول من دفع ثمن عبثية أطماع من أُبتليت بهم السعيدة، وإجحافاً سموا رجالاً، فإلى كل من يراني عليهم متحاملة.. بالله أخبروني ماذا قدموا لنا وهم يحكمون منذ سيف بن ذي يزن وانتهاءً بصالح باستثناء عهد الحمدي؟ فلا سعادة ولا رخاء في أرض السعيدة إلا في عهد النساء.
ورغم كل تلك التضحيات ماذا قدمت لهن الثورة؟ فبعد إلزام الأمم المتحدة إشراكها في الحوار الوطني بثلاثين في المائة، وإن كانت النسبة مرضية، لكن المضمون غير ذلك، وخصوصاً أنها أُستبعدت من قضايا السلطة، وأقحمت ذاك الحوار بمندبة زواج الصغيرات، وهي في الأساس بداية معاناة لا تحصى ولا تعد للمرأة، في ظل تسلط الذكور بهيئات ووجوه عدة سياسية كانت أو متقمصة دور رجال دين، والنتيجة أن يدفع الجنس الناعم جُل ضريبة تلك الأطماع والسياسات الخاطئة.
غير أني حقيقة التمست العذر للرجال في هذا البلد على صفحة الأستاذ القدير هائل سلام حين قال: (الحديث عن تحرير الإناث في مجتمعات الذكور فيها عبيد مزحة ثقيلة؛ فالعبيد لا يقترنون بحرائر، ولا ينجبون حرائر؛ فالعبد يقترن بأمة لينجب ويربي أمة، لهذا نجد نساءنا أنفسهن متواطئات مع المجتمعات الذكورية؛ إذ يربين بناتهن ليَخدمن (بفتح الياء) وأولادهن ليُخدموا (بضمها)، لنتحرر معاً من كل علاقات القهر والطغيان والتسلط، والبغي.
همســــــــــة:
كوني حرة لتُعدّي رجلاً حراً.. لا تساهمي بشكل أو بآخر بصنع جلادك سواءً بالتربية أو الإذعان.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي