رئيس المؤتمر والمسجدْ..!

كتب
الثلاثاء ، ١٣ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٥ مساءً
 بقلم/ د. عبدالله الحاضري
بقلم/ د. عبدالله الحاضري
إشكالية رئيس المؤتمر أنه لم يسَتوعِب بعد طبيعة المرحلة التاريخية التي يعيشها أو بمعنى أدقّ لم تُسعِفهُ ثقافتهُ في استيعاب طبيعة هذه المرحلة ظناً منه بأن المرحلة الثورية مؤامرة دوليـو وأن الوضع السياسي مؤامرة محلية وأن هُناك مجموعة من الأشخاص والأحزاب يصنعون الأحداث وفقاً لنظرية المؤامرة أيضاً وأنه بالإمكان وقف التاريخ إذا واجهنا حركة هذه المؤامرة بِالتخلّص من مجموعة الأشخاص والأحزاب الذين يُحركونها، فشَرع بالفعل في اليومين السابقين بتنفيذ نضريته وقراءته للأحداث بالاجتماع بكوادر الحزب والمؤيدين له في جامع الصالح بالتّزامُن مع تحريك عسكريّين من الحرس الجمهوري يرتدون زيّ الفرقة للتظاهر ضدّ اللواء/ علي محسن صالح وفي نفس الوقت تسليح مجاميع مؤيدةّ لهُ في بعض محافظات الجمهورية ومنها محافظة صنعاء، مُدللاً بذلكَ أنه مازالَ يُمارس الدّجل السياسي حتّى وإن كان في بيت الله، فهو غيرَ قادرٍ على استيعابْ طبيعةِ المرحلة التاريخية التي تمُر بها اليمن وأنه بذلك قد يُدمّر ما تبقّى من كوادر حزبه البشرية والمادية ويسوقهم سوقاً للخروج من التاريخ بطريقة أقلّ ما يمكن أن توصف بأنها مُشينة, لم يستوعب رئيس المؤتمر أن المجتمع اليمني لم يعد يعنيه الشكل السياسي ولا أشخاص الشكل السياسي، فالذي يعنيه اليوم هو البرنامج الحضاري والخروج من حالة التخلُف الطارئة عليه إلى الحالة الاجتماعية الراقية التي كان فيها فيما مضى من التاريخ ،لم يستوعب رئيس المؤتمر أن الذين يركعون له صارخين بالروح بالدم نفديك ما هم إلا ضحايا مرحلته التاريخية وسيستنزفونه مادياً وأخلاقياً حتى آخر فلس وأخر حرف في كلمة حُب، ثم سيكون ضحيتهم التاريخية أيضاً، كان الأجدر برئيس المؤتمر أن يمُد بصره إلى الشعب وإلى التاريخ كما فعل (مهاتير محمد)الذي ترك الشعب وهو يبكي عليه وليس مِنهْ ودوّن التاريخ ما حقّقه لماليزيا بأحرف من ذهب, فبعد التوقيع على المبادرة الخليجية كُنا نضنُه سيتغيّر وتتغير طبيعة علاقته بكل أطياف الشعب ولكن للأسف ضلّ كما هو حبيس نضرية الطلقة والريال والدّجل السياسي كُنا نظنه سيتغير بعد الانتخابات الرئاسية ولكن للأسف أيضاً ظلّ كما هو عليه وبنفس المنطق وسيطر عليه أكثر الدّجل السياسي ولكن هذه المرة من داخل مسجده وبصفته الحزبية ومع نفس الأشخاص الذين التفّوا حوله أثناء الثورة لم يتعظ من الأحداث ولا من التاريخ والأدهى والأمر ّأنه كُل يوم يستعْدي عليه أبناء شعبه ولسان حاله يقول: بالأمس وأنا رئيس للجمهورية قتلتُ أبنائكم واليوم وأنا رئيس للمؤتمر بدأت التآمُر عليكـم.. وكأنه لا يُريد حتّى أن يترك مُجرد ذكرى طيبة له عند أحدٍ من العالمين ،من داخل مسجده يتّهم الثوار بأنهم خونه، مهدداً أنه سيفضح أوراقهم. وإلى هنا أختم مقالتي قائلاً للأخ رئيس المؤتمر:غَيّر مصادر معلوماتك، فهذه المصادر ضللتكَ أثناء الثورة ولم تمُدك بمعلومة ولو واحدة صحيحة عن الأحداث حتّى أجمع العالم على ضرورة أن ترحل ولأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة يحصُل هذا الإجماع ،غَيّر من حولك خاصةً أولئك الذين أشاروا عليك بارتكاب مجزرة الكرامة وعلى كيفية التعامل مع الثورة وأشاروا عليك أخيراً بالاجتماع في المسجد وإخراج عسكريين من الحرس بزيّ الفرقة للتظاهر أمام منزل الرئيس، هؤلاء جميعاً ضللوك، غيّرهُم فهم أغبى مخلوقات الله في هذا الكون، دمّروا نظامك وتاريخك فما أيسر أن يُدمروا أيضاً بقايا أشيائك والمُخلصينَ من حزبك, أما الثوّار الذين تُصّر على استهدافهُم في خطاباتك فاعلم أنّهم خيرة أبناء اليمن على الإطلاق، إنهم جيل أنتجهُم التاريخ كي يغيروا مساره ويُصلحوا ما أفسدته سنواتِ حُكمك يمتلكون من الرصيد الأخلاقي ما يُدهش العقول بدلالة أنهم لا يسعون لفضحك، بل يتمنون أن يُصلح الله شأنك وتدع اليمن بسلام كما تركتك بسلام..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي