هل عبدالملك الحوثي إنسان عاقل؟

علي البخيتي
الاثنين ، ٢٢ يناير ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٨ مساءً

‏ لماذا أقول أن عبدالملك الحوثي معتوه، لأنه ببساطة لا يكترث لأحوال الناس، ولا لمعاناتهم، ولا لجوعهم وفقرهم ومرضهم، بالكاد توصل لسلام مع السعودية، وكان على وشك توقيعه، ففتح معركة مع الولايات المتحدة بل والعالم.

هذا الرجل مختل عقليًا، ليس بسبب مرض عضال، بل بسبب فكرة متخلفة في رأسه، أنه "ولي الله"، وأنه مكلف بتحقيق العدل ونصرة المظلومين في العالم، وأن حياتنا على الأرض ما هي إلا إختبار ودار ممر للآخرة، وبالتالي علينا اشغالها بالجهاد لنفوز بالجنة.

القائد السياسي لأمة ما هو كرب الأسرة، عليه النظر لأحوال الشعب، فليس من المعقول أن يحشر نفسه في قضايا دولية ويسعى لتحرير العالم وشعبه يعيش فقرًا مدقعًا ويعتمد على مساعدات المنظمات الدولية، وكثر من نساء وبنات بلده هاجرن دول كثيرة، ولم يجد بعضهن فرص عمل فامتهن الدعارة في الفنادق بسبب فكر هذا المعتوه الذي يزعم أنه استعاد كرامة اليمنيين وهو لا يدرك أين أوصل هذا الشعب، رجالًا ونساءًا، ومن يزر صنعاء ويرى طوابير النساء في التقاطعات والجسور وهن يتسولن من المارة وكثير منهن يحملن أطفالهن يدرك الكرامة التي تحدث عنها الحوثي.

لو كان يمتلك هذا المختل بضع عقل لكان خاض معركة البناء والإعمار وتحسين أحوال الناس بعد أول فرصة للسلام، وليقف مع القضية الفلسطينية وبقية قضايا العالم العادلة بالمعقول، وبما لا يسحق ويذل شعبه بمزيد من الحروب والمآسي والجوع والفقر والتهجير.

هذا الرجل يعيش معزولًا عن العامة، يقرأ عن الأوضاع من التقارير التي تصله فقط من المحيطين به، وهذه التقارير للأسف تنقل له صورة مزورة من قنواته الفضائية، يقوم النافذون في حركته والمستفيدون من السلطة بصناعتها باحترافية عالية لكي يبدو الناس راضين عنه ورافعين صوره، والحقيقية أن الجماهير الذين يظهرون في المسيرات رافعين صوره مجرد شعب تم إفقاره بل تجويعه ثم تجميعه للساحات كقطيع غنم.

هذا الرجل أفقد اليمنيين الأمل في حياة كريمة، يروه كيف يتقفز من حرب لحرب، ومن أزمة لأزمة، كطفل يلهو بشعب بأكمله، دون مراعاة لأحوالهم، فتزيد معانتهم وإحباطهم ويفقدون ما تبقى في نفوسهم من أمل في المستقبل.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي