حكايات من الإرهاب الحوثي.... قصة من أرحب

علي البخيتي
الجمعة ، ٢٠ مايو ٢٠١٦ الساعة ١٠:٤٦ مساءً
في قبيلة أرحب شمال صنعاء، وقبل أكثر من شهرين، عندما بدأت بعض بوادر انفجار الأوضاع هناك، تزامناً مع وصولها الى منطقة نِهم، حاصر الحوثيون المنطقة، وحاول بعض المشايخ اقناع الشخصيات التي تسعى الى تفجير الأوضاع واعلان مقاومة ضد الحوثيين من داخل منطقة ارحب فلم ينجحوا، فقالوا للحوثيين عجزنا عن اقناع أصحابنا، ونعلن براءتنا منهم، لكن لن نقبل بأن تتضرر أسرهم ونسائهم وأطفالهم أو تفجروا منازلهم، فالتزم الحوثيون بذلك، وللتأكيد جرى اتصال بين أحدهم وبين قائد الحوثيين عبدالملك الحوثي شخصياً وأكد له أنه لن يتم تفجير أي منزل، وأن العملية ستطال من يسعون لإشعال الفتنة كأشخاص، وأن النساء والأطفال والمنازل لن يتضرروا.
 
ما الذي حدث بعدها؟
دخل الحوثيون تلك المنطقة، وبعد معركة سريعة سيطروا عليها، وقتلوا من قتلوا وأسروا البعض، ثم أمروا نساء وأطفال 28 منزل بإخلائها خلال ساعة واحدة، وقاموا بتلغيمها وتفجيرها في نفس الوقت، مع أن المنازل متناثرة وفي عدة قرى، فجروها في توقيت واحد حتى لا يتركوا مجالاً للمشايخ الذين توسطوا وتم التعهد لهم بعدم تفجير المنازل ليضغطوا عليهم أو يحرجوهم ويذكروهم بالتزامهم وبوعد (القرآن الناطق) شخصياً، وتضررت النساء والأطفال وبعض ذوي المستهدفين من عملية الحوثيين وتم تشريدهم جميعاً مع أنه لا ذنب لهم، ولا أدري كيف يُفسر الحوثيين وقرآنهم الناطق الآية الكريمة التي في قرآن المسلمين (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)؟؟!!.
 
وصل الحوثيون الى السلطة وعينوا وزيراً للعدل ونائباً عاماً ورؤساء محاكم وكان بإمكانهم محاكمة من خرجوا على سلطتهم، ولو صورياً، لكنهم يتصرفون كعصابة، ففكرة الدولة والنظام والقانون لا تزال بعيده عن وعيهم المبنى من الأصل على الكهنوت الديني والسلطة الإلاهية التي مُنحت لهم بحسب ما يعتقدون، والتي بموجبها يعتبرون أنفسهم فوق النظام والقانون والقضاء وكل مؤسسات الدولة.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي