شعار الاسلام لم يعد الحل نعم ولكن!!

د. محمد شداد
الخميس ، ٢٩ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٠٨:٣٠ مساءً

القارئ الاستراتيجي لأسباب الحرب وأمواج الصراع المستدام في اليمن يدرك بأن التعلُق بحبال الإسلام خصوصاً المتوردين منهم، دون فهم حقيقي لكل مبادئه المتعلقة ببناء الدولة العادلة وإطلاق الحريات للتفكير والابداع وغرس مفاهيم العدل والمواطنة المتساوية، والدعوات بالحق الإلهي في الحكم على أساس عرقي، هو السبب الحال والمستدام لكل ما يجري على الساحة اليمنية من تشظي واحتراب وتفكك وأحقاد عجزت مياه البحر عن تطهيرها..

صارت القضية اليمنية من المعضلات المستفحلة التي عانى ويعانى منها بعض اليمنيين المعتقدة قلوبهم بأوهام الخرافة والولاية والتشظي والانقسام، وتصديقهم بأن الله أوكل تولي شؤون حياتهم الكلية والجزئية إلى سلالة أو حفنة بنت دعواتها على باطل صرف، ويقين دعاة الهاشمية السياسية والانفصال بأن الله اختصهم بالحكم حصرياً دون باقي اليمنيين!! دون  إدراك كلا الفريقين لنتائج جوائح المعتقد على النفس والأولاد والأهل بدايةً ومن ثم على الوطن برمته في عالم تجاوز تلك الخرافات وأدرك مخاطر الانقسامات الوطنية منذ قرون!! ..

 قطعاً لم تدرك حاضنتهم وفقاسة عنفهم التاريخي لمعنى الدولة العادلة حتى تستلذها وتقاتل في سبيلها، ولم يسمعوا بمعاني الديموقراطية وطرق التبادل السلمي للسلطة ولم يحسوا بآدميتهم في ظل تلك المبادئ والقيم حتى يناضلوا من أجلها، لعب الجهل المكرس من قبل عصبية القبيلة وغلبة القوة والعرق والعيش بعيداً عن كل تلك المفاهيم دوراً خطيراً في التقزم والانحلال!!

إضافة إلى تخبط أنظمة الحكم بعد الثورة وزيادة عماهم على عمى من سبقهم، لأنها لم تكرس جهدها لإخراج المواطن وتطهيره من فكرة التعصب بل استغلتها بفُحش فكانت العامل الرئيس الذي زج بهم وساقهم عميان إلى محارق اليوم!  إذن من يتحمل المسؤولية على بقاء حاضنة الإمامة مشتعلة الوجدان وبقاء فقاسة الارهاب المذهبية مفعلة تصرخ بشعار الموت في وجه كل وطني مخلص وشريف وأنهم أعداء الله مستحقين الموت بقناعة مفرطة؟؟ ومن يتحمل فراغ عقول حاملي الشعار الجمهوري المعتلي رؤوسهم بأجنحته الطير الملون، والدفع بهم للعمل عبيداً ومحاربين في صفوف الإمامة الراجعة، ورغم أنهم ذاقوا حلاوة السلطة ولذة الحرية والجمهورية عادوا هُوناً وانحناء، أمام الصرخة والمشرف المتخلف من أول وهلة..

شعار الإسلام هو الحل في ظل تلاطم أمواج المصالح القومية والشعوبية والعرقية لم يعد مجدي بمفرده، إذا لم ترافقه دعوة وحركة وطنية مخلصة لإنقاذ الوطن، لأن الكل استهلك الشعار وامتطاه، وأدرك الجميع انه بات جسراً  لكل من فقد بوصلته يعبر عليه إلى الضفة الأخرى حيث تكمن مصالحة، وتستقر ثورة مطامعه السلطوية، بعيداً عن مطالب الشعب، وفهم همومه وتضميد جراحاته ولملمة شمله وشتات روحه وانفعالاته.

قد تكون فكرة أقيال اليمن هي الوجه الأجد الذي لم يستهلكه الناس والمحرك الفعلي النبيل لتحرير كل أولئك من الفكرة القاتلة، ونزع الأقنعة من على وجوههم وتعرية الزيف، ونزع فتائل الخداع من رؤوس الضالين وإزالة أوهام الكهنوت، بحراكها الثقافي ونبش زوايا التاريخ المظلم الذي اختبأت فيه بكتيريا الإمامة وتحوصلت بغشاء الجمهورية حتى عادت من جديد..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي