فهيم الحامد || من الأحواز.. إلى قلب طهران.. الثورة تدق أبواب الملالي

كتب
الثلاثاء ، ٢٧ يوليو ٢٠٢١ الساعة ١٢:٣٢ صباحاً

تنذر انتفاضة الأحواز التي فجرها «العطشى» احتجاجا على نقص المياه ورفضا لسياسات نظام الملالي الرامية إلى تهجيرهم قسريا وتجويعهم بأن القادم سيكون مُرّا، وأن النظام الديكتاتوري الطائفي الإيراني على موعد مع زلزال سيقود إلى اقتلاعه من جذوره.. فالاحتجاجات امتدت إلى مناطق أخرى من بينها العاصمة طهران، إضافة إلى مناطق الأقليات في شرق وغرب البلاد، دعما وتجاوبا مع الأحوازيين، وتعبيرا عن غضبهم من تدهور الأحوال المعيشية.

 

ويعتقد مراقبون للشأن الإيراني أن هذه الاحتجاجات تنذر باحتمال انفجار أوسع بل وربما يصل الأمر إلى اندلاع ثورة شاملة. ويواجه الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه المعارضة السياسية اختبارا حقيقيا في كيفية التعامل مع مظاهرات خوزستان، في ظل رغبة طهران بتخفيف الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأمريكية من خلال العودة للاتفاق النووي.

 

لكن المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران الجارية في فيينا منذ أبريل الماضي لإعادة إحياء اتفاقية 2015، توقفت نهاية يونيو، فيما يتوقع أن تعقد جولة جديدة من المفاوضات في أغسطس القادم بعد أداء رئيسي اليمين الدستورية.

 

ويرجح المراقبون أن يتعامل النظام الإيراني مع الاحتجاجات بهدوء ويلجأ للتهدئة في هذه المرحلة تحديدا خصوصا أن لدى الرئيس الجديد رئيسي ملفات كبرى وشائكة متمثلة في الاقتصاد الداخلي والعلاقات الخارجية والمفاوضات النووية التي تتطلب الهدوء تجنبا لإشعال فتيل الغضب في كافة أنحاء المدن التي تعاني بالفعل وضعا معيشيا صعبا.

 

وأمام هذه الدعوة الصادرة عن ثورة العطشى بنصرة شعب الأحواز العربي لا بد أن تتحرك المنظمات الإقليمية العربية والإسلامية، فالجامعة العربية مدعوة لتبني مهمة عرض القضية الأحوازية ومعها منظمة التعاون الإسلامي ونقل ملف تحرير شعب الأحواز العربي للمجتمع الدولي بكل منظماته الإنسانية والسياسية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي ومنظمة حقوق الإنسان الدولية لإصدار قرارات ملزمة لحكومة طهران بمنح الشعب الأحوازي حريته وحقه في التصرف بثرواته الوطنية وعودته لجذوره العربية.. وفتح الفضاء العربي الإعلامي لوصول الصوت الثائر الأحوازي لضمير العالم بأجمعه، وإطلاعهم على أبعاد قضيتهم العادلة ومن أجل تحقيق حرية واستقلال الشعب العربي الأحوازي من التسلط الفارسي القمعي.

 

لقد خرج المتظاهرون الإيرانيون إلى شوارع محافظة خوزستان في مشهد غضب متكرر بالمنطقة ذات الأغلبية العربية، لكن الأوضاع المعيشية كانت هي محرك الاحتجاجات الجديدة على غير العادة. ويبدو أن النظام الجائر بنى السدود في خوزستان لتحويل مجرى المياه إلى المدن الصحراوية الفارسية.

 

وتمثل موجة الغضب الجديدة في خوزستان تحديا جديدا للنظام الإيراني الذي يملك ملفات مؤرقة، وسط مخاوف من أن تكون احتجاجات المياه شرارة لاشتعال مظاهرات أكبر في بقية مدن البلاد.

 

ولطالما شكا سكان محافظة خوزستان ذوو الأصول العربية من التمييز العنصري والإهمال من النظام الإيراني. ولم تُفاجئ الاحتجاجات المتصاعدة في خوزستان المتابعين للشأن الإيراني باعتبار أن ناقوس الخطر بشأن النقص الحاد في المياه الذي باتت تعانيه ايران قد دُق لأكثر من مرة، خاصة أن التقديرات تشير إلى أن الأزمة قد تفضي إلى تفكك إيران بـ«حرب مدن».

الحجر الصحفي في زمن الحوثي