لأنها ثورة يا رئيس الجمهورية

كتب
الخميس ، ٠٩ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٢٨ مساءً
بقلم /  ألفت الدبعي
بقلم / ألفت الدبعي

كانت هناك فرصة سانحة أمام حكومة الوفاق بعد إسقاط علي صالح من رأس السلطة في إعادة بناء المجتمع اليمني المهدور وتحقيق أهداف الثورة وإعادة الكرامة لإنسانه المهدورة في جميع محافظات اليمن، ولكن للأسف الشديد إن السياسات والآليات التي تتخذها الحكومة الحالية لا تأخذ في اعتبارها أن المجتمع في ثورة وليس في تسوية سياسية كما أرادت لها المبادرة الخليجية .

لذلك فإن جهود الحكومة تذهب هباء منثوراً لأنها لا تعالج القضايا الحقيقية التي يحتاجها الإنسان اليمني، ولأنها حكومة وفاق سياسي والتوافق لا يصنع تغييراً جذرياً، لأنه يركز على مصالح الأطراف المتوافقة وليس على مصالح أفراد المجتمع الذي خرج للثورة، لذلك وحتى تنجح حكومة الوفاق في إحداث تغيير جذري عليها أن تبدأ التغيير من أدنى السلم الاجتماعي إلى أعلاه وليس العكس كما تعمل الآن..

يا رئيس الجمهورية لعل قراراً تتخذه بتوجيه الأوامر لكل محافظي المحافظات في البدء بحل المشكلات السياسية والاقتصادية والإدارية والأمنية والثقافية والاجتماعية وكل ما يخص كل محافظة على حدة وفقاً لواقعها وخصوصيتها بالتحاور مع مواطني كل محافظة عبر فئاتهم المختلفة، هو الحوار الوطني الفعلي الذي ينبغي أن تركز عليه وتدعمه بقوه، بحيث تعطي الصلاحيات المطلقة لكل محافظة في إدارة شؤونها واتخاذ القرارات التي تخدم صالح الجميع من أبناء كل محافظة دون استثناء أي فئة أو جماعة وبما يحقق التنمية الشاملة داخل كل محافظة، وحتى تنجح هذه المهمة عليك بتغيير كل المحافظين الذين ليس عليهم إجماع شعبي في محافظاتهم والذين أفرزتهم التسوية السياسية كتوافق بين السياسيين واعتماد محافظين يكون عليهم توافق شعبي وحزبي وشبابي، عليهم كما كان في عملية التوافق على محافظ محافظة تعز، كما عليك إصدار قرارات وفقاً لاحتياجات كل محافظة في التغيير الجذري، وستكون هذه نقطة البداية التي ستكون جسر العبور لإنجاح الحوار الوطني وتطبيق العدالة الاجتماعية على مستوى كل محافظة،

هذا النوع من الحوار عبر المحافظات وعبر مؤسسات الدولة في كل محافظة من أجل إعادة بنائها والبدء بحل المشكلات الموجودة على مستوى كل محافظة وفقاً لأولوياتها هو ما ينبغي أن نركز عليه في هذه المرحلة لأن أي حوار آخر سيجد الكثير من العراقيل والحوار الوطني السياسي الذي تسعى له الآن لن ينجح إلا في أخر مرحلة من مراحل التغيير في الواقع الاجتماعي على مستوى كل محافظة ومع آخر مشكلة يتم معالجتها واقعيا من نتائج السياسات السابقة، سيلتقي بعد ذلك الخبراء وكل المكونات لصياغة الدستور والقوانين وشكل الدولة القادم.

ومضة ثورية

إذا نال المهمشون في المجتمع اليمني حقوقهم وتم إعادة كرامتهم الإنسانية بتبني مشاريع فورية لاستعادة الكرامة المهدورة بحقهم فتأكدوا أننا سوف نستطيع تحقيق كافة أهداف الثورة، لأن نجاح الثورات الحقيقي والفعال يقاس بمدى ما تحققه من عدالة اجتماعية بدءا من أدنى السلم الاجتماعي إلى أعلاه.

*إلى محافظ تعز

قلنا لك السعيدي يدير إدارة الأمن بعقلية ما قبل الثورة، فجئت لنا بالمقدشي ليدير لنا الثورة بعقلية أيام الإمام، تعز تريد مدير أمن بعقلية الثورة والتغيير، تريد رجل أمن من أبناء المحافظة يفهم واقعها وعلاقتها الاجتماعية، والمشكلات الناتجة عنها،ولأن أهل مكة أدرى بشعابها.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي