لقاء مع القمر ..!!

عبير عتيق
الاثنين ، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٥٩ مساءً

همست للقمر ذات ليلة رغبتي في مجاورته ولو لبُرهه..!! أخبرته بعلمي أن الليل يُخفي في جوفه أرواحاً باردة، أثقلتها الحياة، وشوّهت ابتسامتها، والليل مُتنفسها الوحيد.. حيث لا يُقاطع أحد لقاءهم بالهموم ، حوار طويل يدور بينهم من دون كلمات.. هناك حيث تستنزف الوحدة ما تبقى من أنفاس يومهم.. ليلة تنتهي بتنهيدة عميقة لا تجد حريتها من ذاك الجسد الضئيل، حادة تجرح تلك الأرواح اللطيفة فتُسافر آلامهم لتحط رحالها على نافذتي كل مساء..

سألت القمر ألّا يَرُدّ طلبي..! فبريد الأحزان الذي يصلني كل يوم بلا عنوان..! وأتوق لإلقاء نظرة معه أرقب فيها أنوار لا تنطفئ في موعدها ، وجفون يعاندها النوم..! علّي أجد المُرسل..؟!

أو علّ كلانا ( أنا والقمر) نُرسل دَفعة أملٍ متواضعة تحتضن وحدتهم، تملأ فراغ فضاءهم الصغير..! لا تدري قد تنتهي بذلك ليالي شتاءهم الدائم..؟!

أتعلم..؟! أحياناً أكره الشتاء، وألماً يحمله لهؤلاء..؟!  كيف لا يرحم ارتجاف أرواحهم..؟! كيف لا يخجل أن يكتسح ملامحهم شحوباً مُخيف..؟! سأقولها يوماً في وجهه بالنيابة عنهم (أنه ضيفٌ ثقيل غير مرحب به)..؟!

"نعم" قالها القمر، فأغرقني في ربيع فرحٍ هائل.. ابتسمت، واتفقنا أنّ ليلة الغد موعدنا..! لن أنام؛ سأجهز رسائل الحب والأمل للجميع.. سعيدة؛ فبريدي سيبدأ بإرسال المواساة مجاناً، لن يستقبل الأحزان بحسرة.. هأنا كطفلة في ليلة عيد تحتضن ثيابها الجديدة..

محظوظة أنا؛ فثاني وعود القمر "أن يكون ساعي البريد الدائم لي".. وختم رده قائلاً : "أن مكاني أبدي بجانبه"..!! أُغرِمت بلطف القمر ، كما أغرَمني مُسبقاً بجماله.. ليست أول مُحادثةٍ بيننا ولن تكون الأخيرة..

شعور جميل أن تمتلأ روحك بالحياة (تنام مُشتاقاً للصباح ، وتُصبح وشغف الليل بين حنايا فؤادك).. كيف تموت روحك ولديك أسباباً للحياة..؟! اِخلق أسبابك وأحيّا لأجلها، صدّقني لن تذبل روحٌ وقودها الأمل والخير.. لا تنسى ( ألّا تحيا لنفسك فقط، عِش وأحيي كل شيء حولك حتى الجمادات قد تحيا بك).. جرّب هذه السعادة..!! فهناك الكثير مما يستحق حياتك لأجله..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي