في اليوم الوطني للمملكة

معمر بن مطهر الإرياني
الاثنين ، ٢١ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً

 

تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة باليوم الوطني التسعين للمملكة في 23 من سبتمبر 1932 في ظل جملة من الانجازات والتحولات التي شهدتها في الأعوام الأخيرة على مختلف الصعد والمستويات بقيادة حكيمة ومقتدرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان.

وهو احتفال مستحق بيوم فارق في تاريخ البشرية شهد ميلاد دولة بحجم المملكة العربية السعودية، استطاعت أن تحقق المستحيل وتقفز للقمة في مدة قياسية، وتصنع نهضة شاملة في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والبشرية، وتنتزع مكانة متقدمة بين الامم والشعوب كأهم الدول تأثيرا في المنطقة والعالم.

ولا أبالغ هنا إن قلت أن الاحتفال باليوم الوطني للمملكة لا يعني قيادة وحكومة وشعب السعودية فقط، بل دول وشعوب العالم العربي والإسلامي ودول العالم كافة، التي تحتفظ للسعودية بمكانة خاصة انطلاقا من رمزيتها الدينية ومكانتها المركزية للأمتين العربية والإسلامية، ولمعادلة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولمواقفها النبيلة التي امتدت لتشمل العالم اجمع.

المواقف النبيلة والأيادي البيضاء لمملكة الخير والإنسانية لم تقف عند حدودها الجغرافية، ولم تخضع لاملاءات، أو توجه لأهداف سياسية، أو توسعية، كما أنها لم تقتصر على جوارها الجغرافي أو امتدادها العربي الإسلامي، فقد كانت المملكة حاضرة في كل رقعة جغرافية في العالم تقدم العون ويد المساعدة للمنكوبين والمكلومين.  

وفي اليمن فإن الاحتفال باليوم الوطني للمملكة يكتسب مكانة استثنائية بالنسبة لليمنيين، حيث كانت المملكة العربية السعودية حاضرة في كل المنعطفات والظروف التي مرت بها اليمن، انطلاقا من روابط الدم والأخوة والجوار والتاريخ، وخصوصية العلاقة التي تجمع البلدين، ثم العلاقات الاستراتيجية والمحورية بين البلدين والشعبين الجارين والشقيقين.

ولعل وقوف المملكة وقيادتها الحكيمة، إلى جانب اليمنيين في هذه المعركة الحاسمة، من خلال الدعم اللامحدود للحكومة الشرعية والشعب والجيش اليمني في مواجهة المليشيا الحوثية الإرهابية، والتي أنشأت ودُربت ودُعمت لتنفيذ مخطط النظام الايراني لاستهداف امن واستقرار المنطقة وحركة التجارة الدولية، فجاء الرد حازماً، بإعلان المملكة لتحالف دعم الشرعية تلبية للطلب الشجاع من فخامة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، لانقاذ اليمن، ولولا هذا القرار التاريخي كانت الأحداث ستأخذ منحنى خطير على أمن المنطقة والعالم. 

ومنذ الانقلاب الحوثي العام 2014 قدمت المملكة لليمن ما يقارب 17 مليار دولار، شملت العديد من المشاريع والبرامج التنموية والاغاثية والإنسانية التي نفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في المجالات "التعليمية والزراعية والسمكية، ومشاريع البنية التحتية " وشملت مختلف المحافظات اليمنية، إضافة إلى المساعدات المقدمة لليمنيين داخل المملكة، والمساعدات الحكومية الثنائية، وكذلك تقديم المملكة وديعة بمبلغ 3 مليارات دولار لدعم العملة المحلية والاقتصاد اليمني، وصولاً إلى مشروع "مسام"  لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية والذخائر الحية.

ليس ذلك فحسب فالمملكة العربية السعودية تحتضن أكثر من مليوني مغترب يمني يعملون في مختلف القطاعات وهؤلاء يعيلون أكثر من عشرة مليون في الداخل اليمني، ويمثلون العمود الفقري للبلد، وتساهم تحويلاتهم المالية في الحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني ومنع انهيار العملة، والحيلولة دون انجراف الشريحة الأكبر من اليمنيين نحو الفقر والمجاعة. 

واجمالا يمكن التأكيد ان العلاقات "اليمنية، السعودية" باتت أقوى واشمل من أي وقت مضى، وشهدت تقدما كبيرا وقفزات نوعية عقب الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، وجهود المملكة في دعم معركة استعادة الدولة اليمنية التي تعرضت العديد من مؤسساتها للسطو من المليشيات الإيرانية المعادية، ومحاولاتها طمس الهوية اليمنية، وممارستها صنوف النهب والتجويع والقتل بحق الشعب اليمني في العديد من المحافظات. 

 ووصلت العلاقة بين البلدين الى اعلى مستويات التلاحم والترابط مع اختلاط الدماء في ميادين القتال في مواجهة المشروع الإيراني، والدعم غير المسبوق الذي قدمته المملكة لليمن، والذي أكد واحدية المصير والعدو المشترك واثبت المقولة التي طالما ترددت "أن أمن المملكة من أمن اليمن، وأمن اليمن من أمن المملكة". 

ونتذكر في هذا السياق كلمات كيسنجر السياسة العربية الراحل الكبير الأمير ‎سعود الفيصل  رحمه الله في حديثه لإحدى وسائل الإعلام "نحن شعب واحد.. كيف تفرق بين اليمن والسعودية.. قبائل هنا وهناك واحدة.. الدم واحد.. والعرق واحد.. والدين واحد"

كما استشهد في هذا المقام بحديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن العلاقات "اليمنية، السعودية" أثناء لقائه كبار مشائخ القبائل اليمنية: "اليمن هي عمق العرب، وهي اساس العرب، وهي اصل العرب، كل اصولنا واعراقنا ترجع في الاخير الى اليمن، واكبر خطا قام به العدو ان يحاول ان يمس بعمق واصل العرب، والذي جعل كل العالم العربي يستنفر".

*وزير الاعلام 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي