خطبة العيد والجمعة اليوم- مستنقع الفقر و محرك التنمية!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ٣١ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٢٧ مساءً

 

جالس من الصباح في القطار مسافر قلت نعمل لكم خطبة العيد والجمعة معا حول مستنقع الفقر ومحرك التنمية بشكل مبسط للعامة. 

 مشاكلنا ان بحثنا عن محركها فأنها تعود الى الفقر  والذي له أسباب عديدة اهمها اهمالنا لنشر التعليم و رفع جودته اي الى انتشار الجهل. مشاكل انتشرت  باشكال مختلفة حولنا مثل الفساد  في  الادارة فكان يظهر ذلك أمامنا في انهيار التنمية و النتيجة انتشار للفقر اكثر، الفساد  في الامن مما اوجد  انفلات و جريمة  والنتيجة بيئة منفرة للمال و الاعمال و الاستثمار بمعنى ينجم انتشار للفقر اكثر، الفساد في الصحة  مما يعني انهيار تام لمنظومة و جودة المرافق الصحية مما يعنى عدم اهتمام بصحة المواطن الذي هو استثمار اي قلة الاتتاج و عدم القدرة على المنافسة بمعنى انتشار للفقر و غير ذلك من الجيش و التخطيط والإنتاج والثقافة وحتى سلوك المجتمع. و هنا نقف امام اشكاليات معقدة  تفكك و تشل المجتمع ، يصب جميعها في نهاية المطاف الى غرق المجتمع في مستنقعات الفقر أكثر فأكثر. و هنا يكون الفقر قدر مختوم بالجينات يكثر بوجوده انتشار أمراض المناطقية والطائفية والمذهبية وغيرها ويتم سحب القليل من المتعلمين إلى تأيد ذلك. 

و على سبيل تقريب الفكرة ان نظرنا للعشر سنوات الاخيرة, فسوف نجد امثله كثيرة من السلوك الشاذ من حولنا منبعها الجهل، الذي قاد الكثير الى الفقر. فقد كان هناك من يختطف سائح من اجل شيء بسيط يصل اليه قد لا يتجاوز ٥٠٠ دولار، اي بمفهوم  جهله من دفعه الى ذلك و المتراكم من الجهل في المجتمع. لم يتعلم في المدرسة و لم يعلمه المجتمع ان الدولة تخسر مئات الملايين الدولارات بسبب عمله مع عزوف السياح على دخول اليمن و تصنيف اليمن على انها منطقة خطرة للسياحة, اي يسبب بسبب طيشه كارثة كبيرة في المجتمع و لم يوصل  له ايضا ان  مليار و ٢٠٠ مليون سائح يجابون العالم بينهم  . وان كان لايريد كفار على فكره فهناك ليس اقل من ١٠٠ ملايين سائح مسلم و ان اليمن كان يمكن يستفيد من ذلك المورد كون حجم  الإيرادات من السياحة تجاوزت ١٥٠  مليار دولار, و الكل يتسابق للاستقرار و جذب السائح, و بذلك ساهم هو في تدمير المجتمع و انتشار الفقر أكثر كونه لم يفكر بذلك. 

و تجد ان هناك من كان يدمر خط الكهرباء, اي بمفهوم فقره من دفعه الى ذلك و المتراكم من الجهل في المجتمع. لم تعلمه المدرسة ولا خطيب الجامع ولا المجتمع ان هناك كثير من مستشفيات تتوقف عن العمل بسبب ذلك و ما يقوم به يكلف ملايين الدولارت الخزينة العامة و يجعل البلد دولة فاشلة  تنفر العقول والمال والاستثمار اي ساهم في توسع الفقر بقلة عقله وطيشه وقد تجده مثل اليوم جالس أمام الخطيب يسمع أن قوله الشهادتان يكفي لدخول الجنة,  و تجد اخر يفكر انه ينشر الاسلام بسلوكه العنيف وكلامه المنفر و في الاخير النتيجة تكون اتتشار الارهاب و محاربة الاخر مما يدمر مبدأ التعايش الجماعي والانفتاح الحضاري وهذا يقود ايضا الى قلة الفرص بالنهوض والشراكة والى انتشار  الفقر , وفوق ذلك الناس تخرج منه و افواجا وقد يكون هو واحد من أهم الأسباب ورغم ذلك في الجمعة يزاحم على الصف الاول. و حتى الجماعات الجهادية تشنجت بسبب الجهل بمتطلبات العصر و العنتريات  المبنية على  الجهل و النتيجة ليس فقر فقط وانما حروب وصرعات و خسرنا بسببهم اربع دول في محيطنا مثل افغانستان و العراق و جنوب السودان و الصومال.

اخواني واخواتي اليوم عيد و نبارك لكن ذلك، لكن إعادة التفكير والبوصلة مهم لكي لانساهم بتمدد مستنقعات الفقر والجهل. فاليوم العالم يتعامل بادوات مبنية على العلم و المعرفة و يتكامل و يتوحد لتكوين اسواق و نحن عكسهم. مشاريعنا تنبع من الجهل و التسلط و البلطجة مما جعل الكثير من عقول و اموال و استثمارات اليمن ترحل  برغم قلتها فهل طرحنا سؤال متى سوف ترجع وكيف وان مثل ذلك يحتاج عقد من الاستقرار اقلها. 

اليمن تحتاج ٢٠ مليار دولار لتأمين الغذاء في الخمس سنوات القادمة  والجوار لديهم عجز ومشاكل وأيضا العالم ، فهل سوف نحل مشكلة ذلك بالصراع ام بترك ثقافة السلاح والاعتماد على الذات في البناء والتنمية بدل الاستجداء. بصراعنا احرقنا  المجتمع, لم ندرك بعد  ان الزمان تغير والصراع فقط للعلم و المعرفة و الاستقرار و انظروا الى سلطنة عمان اين هي اليوم و اين ستكون غدا أو انظروا لتجارب الحروب وأين اوصل مجتمعتها.

اخواني من يدمر اليمن بشكل مباشر ليس الخارج و انما انتم, فما الذي يجعلكم في صراع دائما و اقصاء لبعضكم بعض. لم نجني من السلاح والجيش الا كوارث بحق المجتمع من قصف للمدن وحصار لها وانتشار ٣٩ جبهات قتال واعتقالات و انهيار الخدمات والدولة.  نحن بسبب الفقر و انعدام مشاريع البناء و التنمية من ندمر بلدنا و نمنع الاستقرار بكل إصرار وترصد على قولة اخونا. 

امكانيات تحول اليمن الى افضل مما نطمح  ليس معجزة لو كل شخص حسبها في راسه انه امام اختيار فائدة انية او طويلة الامد للاجيال, و لن تقل وقتها عن سنغافورة خلال عقدين أو ثلاثة حتى ان اهتمينا بالعلم و الاستقرار و الانفتاح كهدف نحمي كرامة اجيال من الاحتراب او الاغتراب. العالم ترك ثقافة الجهل و يحارب بالعلم و التنمية . 

 حالنا في اليمن من حيث المعطيات الطبيعية افضل من سنغافورة و ايضا من حيث الاعراق فنحن شعب و فصيل واحد بينما سنغافورة تتكون من اعراق مختلفة من الصينيين و من المالاي و الهنود و أعراق الأخرى, غيرتها الارادة و الادارة و التعليم, فكانت النتيجة تعايش و استقرار و عمل و استقطاب انعكس على رفاهية وصحة المجتمع وتم دفن مستنقعات الفقر الى الابد. سنغافورة اصغر من صعدة ب ١٦ مرة و اصغر من الضالع ٦ مرات لكن في صندوقها السيادي ٤٨٣ مليار دولار من بيع السلع و الصناعة, تصالحوا مع ذاتهم و تعلموا وانفتحوا على العالم فكان المال نتيجة لذلك فلماذا لانطمح أن نتنافس بهكذا مشاريع استقرار؟ 

 اخواني سنغافورة لم تطرد أحد ينفعها و اليوم فيها ما يقارب من مليون و ٢٠٠ الف عامل اجنبي كوافد و نحن كل منطقة تطرد ابناء المنطقة الثانية كان نازح او عامل بسطة أو حتى صاحب عربية أو دكان أو  استثمار. طبعا انا لم اتحدث عن ناتج سنغافورة المحلي الذي يبلغ ٣٦٤ مليار دولار سنويا يعني عشرة اضعاف الناتج المحلي لليمن ايام الاستقرار سنويا و هي اصغر من صعدة او الضالع كما ذكرت, اي نتكلم هنا عن بلد ليس لديها موارد طبيعية غير الانسان و ضعوا الف خط تحت كلمة انسان عندما تم تعليمه صار هو الثروة.

نحن نطحن المواطن الغلبان و انفسنا بمشاريع صغيرة و فاشلة توصلنا اننا نعاني عند كل وجبة و نفكر ان اكبر حلمنا تأمين الوجبة القادمة ومتطلبات الحياة التي هي مسلمة و متناسين ان اكبر ثروة هم اطفالنا الذين نحرق مستقبلهم بعبثنا بدلا من تعليمهم في المدرسة والجامع والاسرة أقلها ان تحقيق أشياء عظيمة يبدأ من العلم و يجب ان يكون ذلك جزء من هوية بلادنا, التي يجب أن نسعى إليها.

وعيدكم مبارك  واقم الصلاة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي