الضّيف والمُضّيف ..!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٣٠ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٧:٤٤ مساءً

إن المملكة العربية السعودية ملكاً وشعبا لم يقصروا ابداً في استضافة الشرعية اليمنية أكثر من خمس سنوات، وقدمت  المساعدات والاغاثات لليمنين بالمليارات ولا تزال تدعم الاقتصاد والعملة الوطنية من الانهيار ..وأعتقد أنه قد حان الوقت للتخفيف عنها.، لابد من التخفيف على من اغدقوا وأكرموا الشرعية، وذلك بأخذ الأذن والرخصة للعودة للمناطق المحررة ،مع التأكيد على مطالبة المملكة باستمرار بأن تكمل جميلها وتسمح بعودة الشرعية لليمن، وألا تسمح بتمزيق وتفتيت اليمن، والا تسمح بالتسليح إلا للدولة الشرعية وجيشها؛ وعليها اكمال معروفها بسحب الأسلحة من المليشيات وتسليح الجيش اليمني بصنوفه المختلفة  كدولة تستطيع أن تحمي نفسها ومكتسباتها وتحافظ على أمنها وامن جيرانها ..!؛

وتُعدان الشرعية والامارات في حكم "الضيفان" على المملكة العربية  السعودية والمثال يقول : " الضيف على سيرة المضيف " أو "الضيف أسير المضيف" ٠٠ ألا ترون معي أن الرئيس عمل بهذه المقولة بخطابه الأخير..؟!؛ لكن الامارات في الحقيقة قد  تجاوزت هذه القاعدة وأحرجت المضيف(المملكة)؛ عبر نثراتها المستمرة  من أول يوم تشكل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية  ،فقد عملت  الامارات من خلال  "مريم" وأخواتها فضائع في اليمن، واصابت وازهفت أرواح برئة لا تُعد ولا تُحصى، وانصرفت تماما  عن قادة الانقلاب  وجعلتهم "يسرحون ويمرحون " بل و "يتنزهون"  بعتادها التي تتفاخر به ، وشوهدوا الحوثة  من قبل العالم وهم يستعرضون في ميدان السبعين بالعاصمة "صنعاء" بجهنميتها دون أن يتعرّضوا لأي غارة أو تخويف ..؛ لقد قيل عن استهداف المدنيين والأماكن المدنية "كالقاعات" بأنها ناتجة عن أخطاء في التقدير أو في المعلومات ،ثم نثراتها في تشكيل أحزمة أمنية  وربطهم بها مباشرة؛  ثم دربت وسلّحت قوات عسكرية ليست شرعية أو نظامية ،ثم قيل أنها منعت تصدير النفط لسنوات طوال، فاسهم ذلك  في قطع رواتب الموظفين وانهيار الاقتصاد اليمني.. ثم.. ثم.. ثم تمكين الانتقالي من الوصول الى باب المعاشيق فالاستيلاء على عدن كلها، بما في ذلك البنك المركزي ومؤسسات الشرعية الاخرى بعد الاعلان المسمى بالإدارة الذاتية، فالسيطرة اخيرا على ارخبيل سقطرى ،ما سقناه هو ما ظهر؟!؛  أما ما خفي لا يزال بعلم الغيب ،أي بعلم الله ؟؟!؛ وكل افعالها ونثراتها تتقاطع كلياً مع هدف السعودية المعلن من التدخل ،وبالتالي يتقاطع كذلك مع آداب الضيف "المعاون" ..!؛ نعم! خطاب الرئيس في اجتماعه الأخير والذي ظهر فيه كان متزنا حصيفا دبلوماسيا اكثر مما يجب ،ترجمة للمثل القائل الضيف على سيرة المضيف ،لكن كثير لم يروق لهم هذا الخطاب ، نعم! هم من البشر ، لكن حقيقتهم عدوانية وحشية وحيوانية، فينتقدون خطاب الرئيس الهادئ الواثق جدا من تنفيذ ما تضمنه خطابه بالسلم أو بالحرب، والذي يعرف به من يعرف  "ألف باء السياسة" فإنه يتوصل إلى  أن الاجتماع ما كان له أن ينعقد بالرياض ويرى النور لو _مثلا_  السعودية كانت لا تريده وكانت ضد الرئيس وأركان حكمه، وما كان الرئيس ومستشاريه سيقبلون أن يجتمعوا لو _مثلا_  السعودية لا ترغب بتنفيذ اتفاق الرياض وتريد دعم الانتقالي المولود من رحم بعض دول التحالف كأمر واقع؛ لتنفيذ ما يخالف كليا اتفاق الرياض، وبالتالي يخالف رغبة الراعية لذلك الاتفاق ..!؛ ولمن يريد إعمال عقله فالاجتماع والخطاب  هما تحصيل حاصل لاتفاقات وتنسيقات واتصالات سبقته ،وبدأت تُنفذ  على الأرض قبل الاجتماع والخطاب..؛  عرفنا ذلك  من خلال  بيان التحالف والذي سبق الاجتماع والخطاب، وعرفنا من تشكيل لجنة سعودية لمراقبة وقف إطلاق النار في ابين والتي نزلت الى الميدان  قبل الاجتماع لمراقبة وقف اطلاق النار الذي وافق عليه الطرفان قبل الاجتماع والخطاب ؛فمن نافلة القول أن الخطاب كان هادئاً؛ وهو بمثابة رد جميل من ضيف "استنجد بالمضيف"، وأعتقد أن الرئيس بخطابه الهادئ المتزن يرجع إلى تدفق التعهدات والوعود من قيادة المملكة للرئيس ولباقي الشرعية في تنفيذ اتفاق الرياض بحذافيره ؛ وفي ظني لم يكن الاجتماع والخطاب الغرض منه تحديد موقف من التحالف ودوله الامارات ، اعتقد ان ذلك  سيكون لاحقا إن تمّ لا قدر الله النكوث بالتعهدات والوعود..؛  و لا شك أن الشرعية والرئيس سيعلنون مواقفهم عندئذ بما يريده ويرغبه معظم اليمنين ..

المهم يا منتقدون؛ فالرئيس قد ظهر وتكلم وأكد الثوابت واكد موقفه من اتفاق الرياض وتنفيذه ككل لا يتجزأ وليس مسموحاً الانتقاء منه بما يحلو للبعض..!؛ وما هي إلا أيام وسينفذ اتفاق الرياض بعد أن تعود سقطرى بمحافظها وسلطاتها المحلية إلى الوضع الذي سبق اعتداء الانتقالي على أرخبيل سقطرى ...!؛ أختم فأقول: أن على الشرعية وبين قوسين الامارات أن يتحليان بآداب الضيف؛ ومن ذلك :   شُكر الـمُضيف وعدم كُفران الجميل ، احترام قوانينه وخصوصياته وسياساته، ترك فُسحَةٍ للمضيف؛ والتَّخفيف عنه وذلك بالطلب منه بعد شكره بالمغادرة الى المكان الذي ينبغي ان تكون الشرعية فيه ،وعلى الامارات العودة إلى بلادها بهدوء ومن غير مكابرة، لأنها قد خرجت عن الهدف المرسوم ، على الضيفين ايضا..

مراعاة آداب الجِوار ، واحترام المملكة بحدودها وقوانينها دخولاً وخروجاً، وعلى المؤسسة الشرعية أن تقوم بما يلزم لكف  الحوثة عن الاعتداءات المتكررة على المملكة وذلك بتصدي الجيش الوطني  للمنقلبين وانهاء انقلابهم  حتى لا يتمادوا بالاعتداء على الجيران ..!؛ أما المضيف فقد قام بـــ : إكرام الضيف. وترك المنة، فكم قدموا ولم يمنوا ، وكم صبروا على بعض المتطاولين بالأذى لمسؤوليهم ولمناطقهم .. ؛ بقي عليها فقط  اكمال جميلها بإعادة الشرعية للمناطق المحررة ودعمهم لاستعادة ما تبقى ؛ والا يسمحوا مطلقا بامتلاك المليشيات الأسلحة او بتقسيم اليمن شاكرين كل جهودهم ومقدرين ..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي