تصرفاتكم قد تعيد الحوثة لما ادعيتم تحريره..!؟ 

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٢٣ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:٠٨ صباحاً

إن سياسة وتصرفات التحالف والانتقالي وسوء إدارة الشرعية جميعكم  تخدمون الانقلاب والانقلابين...! ففي الوقت الذي فيه الشعب اليمني غاضب عن احتلال جزيرة سقطرى وطرد السلطات الشرعية منها وارسال وفود رفيعة من دولة الامارات والالتقاء بأبنائها وتأكيد هذا المسؤول أن سقطرى جزء من الامارات وان التجنيس مفتوح لكل المهريين..

 

نجد أن التحالف يطلع لنا بيان يقول فيه أن الانتقالي والشرعية وافقا على توقيف شامل للحرب وقبول مراقبين في أبين!؛ غريب أمرك يا تحالف ولأول مرة في بيانه لا يذكر دعمه للشرعية؛ حيث قال في بيانه قبل قليل  " أن التحالف يقف دائما الى جانب اليمن وشعبه الشقيق ومستمر في جهوده لتوحيد صفوف الشعب ورأب الصدع بين مكوناته ودعم مسيرته لاستعادة دولته وأمنه واستقراره وسلامة ووحدة أراضيه " وكان قد ربط البيان عودة الأوضاع الى طبيعتها بسقطرى بتوقيف القتال في ابين وكل المحافظات المحررة حيث كان قد دعا البيان إلى " إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في جزيرة (سقطرى) ووقف إطلاق النار في (أبين) وتجنب التصعيد في كل المحافظات اليمنية بما في ذلك التصعيد الإعلامي". ..   فلماذا ربط  التحالف أبين بسقطرى في بيانه..؟!؛  أليس فقط من أجل الضغط والاذلال..؟؛ سقطرى يا حكومتنا الشرعية  ينبغي أن تعود أولا؛ وثانيا  على الجيش الوطني والحماية الرئاسية أن يتسلمان عدن وليس القبول بوجود مراقبين يفصلون بين الجيش و الانتقالي؛ فذلك سيمنع حكما من وصول الجيش الوطني  إلى عدن و بقائهم في أبين..!؛

 

فأنتم تعلمون أن خلاصة اتفاق الرياض هو أن تعود الشرعية لعدن بعد أن يدمج الانتقالي في الجيش الوطني وتتشكل حكومة جديدة .. غير أن هذا التوقيف للقتال وحضور مراقبين لفصل القوات يعني أن عدن لن تعود للشرعية إلا لما تخرب روما.. إن ما  حدث مؤخراً هو محاولة كاملة الأركان في  الانقلاب على الرئيس هادي، ومحاولة إماته سياسياً.. وعلى الرئيس أن يدرك ذلك ويفاجأ الجميع بقرارات تقلب الطاولة وتحرج المقابل بدل من احراجه هو.. وايضا محاولة إنهاء دوره بهذه المسرحيات التي تحدث في المحافظات الجنوبية، لكنني لا زلت أراهن وانتظر قرارات الرئيس  بفارغ الصبر، والا لقبلت التعازي لي بموته سياسيا وأمري إلى الله ..! 

إن الحكومة قد علقت  على  ما جرى في سقطرى  بذلك الرد  الباهت، ليس هي وحدها، وإنما الرئاسة موقفها مخزي بالصمت، وموقف مجلس النواب  صادم بحق؛ حيث أفاد احد نوابه ومن على قناة اليمن الفضائية بقوله أن كتلة البرلمان الاغلب باتت تتبع دولة الإمارات العربية المتحدة ، هذه وربي عار وفضيحة وعلى المجلس الرد عليه بموقف يمني وطني شجاع، وقال النائب  ايضا بكل أسف أقولها أن المال الاماراتي قد أوجد له الكتلة الأكبر في المجلس وقال ثلاثة أيام ونحن نتحاور ولم نتمكن من  اصدار بيان ضد ما جرى في سقطرى ..لاحول ولا قوة الا بالله .. إن سياسة وتصرفات كل من الشرعية والانتقالي قد خلق فجوة كبيرة بينهما أبعدهم أكثر عن تنفيذ اتفاق الرياض الذي شرعن للانتقالي  و جعله يتمدد ويسيطر ويزيح الشرعية في ظل صمت وتفرج من الدولة المسؤولة الأولى عن الاتفاق وعن قيادة التحالف وعن أمن مؤسسات  الدولة الشرعية في المناطق المحررة..!؛ إن ذلك التماهي مع الانتقالي على حساب الشرعية قد مكنه من يحل محل الشرعية دون قتال بفضل اتفاق الرياض..؛ وبالمحصلة أقولها وبمرارة أن ما يجري على الأرض هو  بسبب  الرؤية الضبابية  بين الشرعية والتحالف من جهة، وبينهما والانتقالي من جهة أخرى؛ وإن ما يجري على الأرض من أشياء لصالح المشاريع الصغرى هو ايضا بسبب تصرفات وقصور  الشرعية والتحالف وعدم تمكنهم  من خلق نموذج يقتدى به في المناطق المحررة  ،كل ذلك صب ويصب في مصلحة الحوثة واذا استمر الوضع كما هو..!؛

فلا شك أن الحوثة سيستعيدون جميع المحافظات المحررة؛ خصوصا اذا تبنوا خطاب وطني ووظفوا المسألة من  أن الجنوب بات محتلا من قبل الامارات، فلا شك قد يحصلون على بعض التأييد الشعبي في ذلك ..أيتها الشرعية. أيها التحالف.. صوبوا سياساتكم واعيدو الشرعية لعدن وانهوا احتلال سقطرى قبل أن تندموا وتعلنوا هزيمتكم لصالح الانقلاب والانقلابين ..! أيها الجيش الوطني إذا لم يرعوي التحالف ويجعل الرئيس يمارس مهامه بكامل حريته، فأنتم  في الميدان.. لكم وحدكم القول الفصل.. فشكلوا قياداتكم للجيش وازحفوا شمالا وجنوبا واوقفوا كامل المخططات؛ وسيسجل التاريخ لكم بأحرف من نور أنكم كنتم الصخرة التي تحطمت عليها كل المؤامرات.. والله ناصركم؛ وشعبكم من ورائكم؛ ودمتم حراسا أمناء للجمهورية والدستور والسيادة الوطنية...!؛ فقدركم ومهامكم عظيمة في افشال مؤامرات التقسيم ومواجهة أية احتلالات؛ وإن لا تسمحوا  كذلك للانقلابين باستعادة ما حرر منه قبل ذلك ..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي