اهم نصيحة اقدمها !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ١٧ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:٠١ صباحاً

في سنة اولى كان عندي مدرس الالكترونيات رحمة الله عليه و كان لطيف لاسيما و انا الاجنبي الوحيد بين ٢٠٠ طالب الماني .تقدم لعندي في القاعة و انا بالصف الاول اجلس و انا مستحي و خجلان لاسيما كل الالمان يتطلعون للاجنبي . فقال لي لو لديك صعوبة لفهم الشرح تكن تمر عليا في المكتب. و بصراحة ما قصرت و اليوم الثاني طرقت باب مكتبه و كنت مؤدب في الحديث و الطلب ان يسمح لي بطرح كم سؤال و فعلا دخلني و ظل يشرح لي. و بعده رجعت له و انا مذاكر اكثر و هات يا نقاش لاسيما و قد علمني في اول يوم ان من يخاطب الناس بأدب تفتح له الابواب, و ثالث مرة رجعت له و بعد النقاش اعطاني هدية ١٢ او ١٣ مجلد صغير في علم الالكترونيات و قال لي المحاضرات و السمنارات من هذه الكتب. و انا ما قصرت و هات يا ترجمة و طلعت عيوني و لبست نظارة و انا اذاكر و كنت وقتها اتفلسف امام الاجانب انني افهم كيف يتم تحويل ذرات السلكون و الجرمانيوم الى رقائق الكترونية متكاملة, و فرحان باهتمام المدرس بي, هو يعطيني من علمه و انا كما قال: يجب ان تكون مؤدب و خلوق تعرف تطرح و تتحدث مع من هو امامك, وهذه سهلة لاني تعلمت ذلك في بيتنا. تعلمت منه اهم شيء قبل العلم و هو "أدب الطرح و النقاش" و اثبت لي ان ابي كان عنده حق, و لم يغلق الباب في كل حياته امامي كطالب و كزميل له فيما بعد.

و مختصر الموضوع كان كل تعاملي مع البرفيسورات هكذا, و لذلك كانوا يفتحون الابواب لي و يدعموني. و اذكر انني كنت كممثل للطلاب الاجانب معزوم عند رئيس الوزراء مع العميد و رئيس الجامعة و اسرهم بعد ان كملت الماجستير و اريد مقعد دكتوراه مع منحة, لكن كانت القوانين معقدة و المطلوب ترك المانيا و العودة مرة اخرى. جلست في الحفلة و كبار الجامعة و الحكومة يتحدثون معا و انا مجرد طالب, فقال لي العميد هذه زوجتي اعرفك عليها هي تخصص تاريخ و مديرة في المتحف. انا فهمت انه يريد يتركها معي و هي تحس ان المكان ممل لها, و جلست معها نتحدث الى منتصف اليل كون عندنا نفس الاهتمام "و هو التاريخ", و كان زوجها العميد يمر كل نصف ساعة و يجد ان زوجته مرتاحة و هو فرحان كون استغل وقته مع رئيس الحكومة و الوزراء و رئيس الجامعة. الساعة ١٢ ليلا تقريبا اقتربت الحفلة على النهاية بعد الاكل فجاءني العميد و معه رئيس الجامعة, فعرف رئيس الجامعة عليا و قال لي اي شيء تريده سوف اعمله لك. و لم اتوقف هنا قلت له عندي مشكلة. مكتب الاجانب مصمم انني اترك المانيا حيث إن القانون يقول ذلك. قال و ما المطلوب؟ قلت اريد قرار انكم قد قبلتوني بالدكتوراه برغم ان موعد المجلس بعد شهر, و انما اريد ذلك غدا لخلق وضع قانوني جديد قبل الطرد. قال غدا سوف اتخذ القرار تعال الساعة ٩ لمكتبي. و فعلا اتخذ قرار لقبولي في الكلية برغم ان المجلس لم ينعقد, ما نفعني هنا ايضا أدب الحوار و الطرح و احترم من هو امامي, و ايضا عرفت ان ابي كان دائما عنده حق في تربيتي. بعدها جاء دور الكنيسة حيث كنت ممثل الطلاب في سنوات الدراسة امام الكنيسة فقد اتصلت لموظفة هناك مهمة و طلبت تدخل الكنيسة لدعم تواجدي هنا و ما قصرت و كتبت معلقة حول اهمية بقاء ايوب الحمادي و بحكم انني ممثل للاجانب, و ما نفعني هنا ايضا أدب الحوار والطرح و احترم من هو امامي, و شكرت ابي وامي كونهم علموني الأدب فاكسب الاخرين.

ثم تم اتخاذ قرار استثنائي من مكتب الاجانب حيث وجدوا ان هناك وضع قانوني تم ايجاده و كان يبقى الدعم المالي كمرتب و قد كنت جهزت نفسي قبلها بالحديث لبرفيسور هندسة الاتصالات, كوني متفوق و قلت سوف يفتح لي الباب لاسيما و مواده كانت معي بامتياز و ذهبت اليه و طرقت بابه و قلت له انني اريد دكتوراه "بمال اي منحة" فقال تعال بكرة عندي و هو عجوز فقال لي انا سوف اطلع على المعاش لكن تعال معي و مشيت خلفه و انا افكر فوصلني عند اشرس برفيسور معنا, و قال له الحمادي انسان مثابر و مجتهد يريد منحة او وظيفة. فقال له نحاول نطلع له منحة كون وظيفة لا توجد. و انا قلق كون البرفيسور في مجال اخر و شرس يجعل اي شخص يتلعثم امامه لكن دون برفيسور و دعم مالي لن اخذ اقامة. و لم يقصر برفيسور ميشائلس رحمة الله عليه و على برفيسور جيوتلر حق الاتصالات, فقد ظل يتواصل ببرفيسور الدكتوراه حتى و هو على المعاش و اذكر ان برفيسور ميشائلس جائني و قال اهتمام برفيسور جيوتلر بك و كأنه ابوك. قلت في نفسي الادب و الاخلاق هي من تجعل الاخرين يحبوك و يحترمونك قبل العلم. و البرفيسور ميشائلس قدم لي منحة على حكاية ٨٠٠ يورو شهريا و تم رفضها و جاء لعندي و قال سوف اعطيك وظيفة و هي من حيث المال افضل من المنحة بكثير, و ايضا تخلق وضع قانوني اخر بعد سنوات. و ما جعله يعطيني وظيفة هو انني كنت متفوق في مواده و ايضا كنت متحدث طلاب التخصص. و يكفي ان تعرفون ان بعد سنوات طويلة صرت انا و هو زملاء و اصحاب برغم فارق السن الكبير و المكانة العلمية و كان لا يذهب للبيت الا بعد ان يمر في مكتبي نتحدث قليل من الوقت, و قد نصحني الكثير ان لا اعمل عنده كونه صعب, لكنه كان معي من افضل البشر. و الى اليوم اشعر انني اعكس اخلاق اهلي في اليمن فلم تتقاطع حياتي باحد الا و كنت صورة حسنة للمجتمع و ما نفعني اكون محترم هنا ايضا الأدب و الاحترم لمن هو امامي, و الذي كان اهم ما اخذته من بيتنا.

الأدب و الاخلاق اشياء تعلمناها في البيت و في السنوات الاولى من العمر كونها مفاتيح تعايش تتحسن و تتجلى اكثر مع تقدم السن و العلم و تظهر في الحوار و الحديث و الطرح, هذا عند اي شخص. و اذا كان الشخص مغترب و دكتور فالمفروض يتوسع الافق و التعايش في سلوكه و يوطن ذلك في نفسه مع ما سبق, كوننا سوف نسلم له ابنائنا و بناتنا يعلمهم, و لذا نطلب سيرة حسن سيرة و سلوك هنا في المانيا من كل شخص يريد يحمل لقب دكتور. لكن ان تجد طالب يمني مغترب او دكتور قليل تربية لا يعرف يحاور و لا يعقب و يشتم هذا و ذاك اعتقد ان هناك مشكلة حصلت في اليمن بعد ان تركناها قبل ٣ عقود. دكتور و لم يرتقي لا في كلامه و لا سلوكه و نازل يوصف ايوب و في صفحتي و باصرار و دون فائدة له و لا ضرورة, اعتقد ان هناك كارثة ان يتعامل مثل هولاء كانوا طلاب أو دكاترة مع طلاب كونهم لا يزرعون اخلاق و لا سلوك احترام و انما شتم و رذيلة و قلة تربية في المجتمع.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي