في ذكرى إنتخاب فخامته 

خليل السفياني
الجمعة ، ٢١ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:٥٥ مساءً

بصبر و إتزان وثقة بالله ساقته الأقدار لتحمل مسؤولية الوطن في أصعب منعطفاته، و بملامحٍ تأخذ من الهدوء ألقه، ومن الجديّة أجنحتها ، و من العزم قوته جمع الفرقاء في حوار وطني لمجمل قضايا الوطن، الهيئات والمؤسسات و الحكم الرشيد اللامركزية العدل المواطنة المتساوية، كادت سفينة الوطن أن تنجو وكنا قاب قوسين أو أدنى من أن نصبح أنموذجا في حل الخلافات وكادت الحكمة اليمانية أن تتبلور في أسمى تجلياتها.

وكان إنقلاب المليشيات الحوثية الذي أطاح بكل تلك التطلعات و عصف بكل تلك التفاهمات، سيطرت المليشيات على العاصمة صنعاء و إحتجزته في منزله وقتلت أقربائه، وطاردته الى عدن.

الرئيس عبد ربه منصور هادي، لم يرضخ بل رفع راية المقاومة في وجه المليشيات الحوثية الإنقلابية و إستوعب أبعاد المخطط بمداه على مستوى الوطن اليمني و على المستوى الإقليمي والدولي، وجد نفسه أمام حرب لإنقاذ هوية و تاريخ وحضارة شعب عريق. 

هذه ليست كل سيرة فخامته، إنما سرد سريع لوقفات تاريخية ، من مسيرة رجل قاد مسيرة الوطن في مرحلة تعد الأخطر .

بعد أن تخرج من  أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية، لم يكتفي بذلك بل التحق بأكاديمية  ناصر العسكرية بجمهورية مصر العربية وتحصل على الماجستير. و حصل أيضا على درجة الماجستير من أكاديمية فرونزا الروسية في القيادة العسكرية.

تعمق في فهم و دراسة واقعه المعاش سياسيا و إقتصاديا ، و تحمل المسؤوليات بإقتدار إبتداء من قائداً لفصيلة المدرعات، مرورا بمهامه نائبا لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة معنيا بالتنظيم وبناء الإدارة في جيش لايستهان به و توليه وزارة الدفاع و من ثم نائبا لرئيس الجمهورية اليمنية. 

رفع لواء إنقاذ الوطن . أصبح رمزا للصبر  ومُلهما للثبات ، عمل الكثير، إستعاد الجزء الأكبر من الوطن السليب، في تنكر للذات ، و صمت رائع، لم تستطع مئات الخطب أن تصنعه، لكن رجلاً واحداً أسمه عبد ربه منصور هادي  قرر وفعل، سجله من تاريخ (مسك)، رجل قادر على فعل التغيير للوصول إلى اليمن الإتحادي بدستوره و أقاليمه، محافظا على وحدة اليمن أرضا و إنسانا في التقاء مع محيطه العربي و الإسلامي و مجاله الدولي. 

نال ثقة شعبه في 21 فبراير 2012م عقب إجماع شعبي على شخصه في وقفة نادرة لم يسجلها التاريخ من قبل، إنتخابات رئاسية إتفق فيها كل اليمنيين على رئيس واحد.  

لم يكن إنتخابه المُستحق تكريما ، بل تكليفاً  لإعادة بناء وطن منهك،  والحفاظ على سيادته وحقوق مواطنيه و ضمان المساواة و العدالة الإجتماعية ونبذ المناطقية و الطائفية و العنصرية بكل أشكالها، وهو الهدف الذي وضعه أمامه ويسعى لتحقيقه رغم هول الصعاب و كبر التحديات .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي