حالة قرف

كتب
الثلاثاء ، ٠٧ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٠٣ صباحاً
بقلم : خالد ابراهيم سلمان حين أفكر بالسياسة على الطريقة اليمنيه .. أشعر بـ : دوار وسأم وحالة قرف .. مرض يصيب روحي بالتيبس .. قليل أحلامي بالتقصف .. وسنوات عمري الباقيات بالضمور و الإندثار. حين أهم بالإقتراب منها أشم رائحة عفن .. أسمع مجارير صرف صحي تُفتح .. أشياء ميته .. شائخة .. تجاهد لتتصدر المشهد مجدداً ..تطوح بنسغ الحياة الشاب .. تسلبه عافيته .. تزيحه جانباً بعد ان جسَّر لها الفجوة .. وعلى أجساد الشهداء المضرجة تصعد عواجيز السياسة إلى قلب المسرح.. بؤرة الضوء وعدسة الكاميرا .. لذا بت الآن أكره هذه السياسة المعطوبه .. صرت الآن أشد حزناً على الراحلين .. وأكثر غصة على انبياء ثورة مرت على خارطة بلاد .. ثم سرعان ما أبتلعها ظلام المحاصصة وشهوة الإقصاء و الإبتلاع .. لم يبق لنا منها سوى حرقه آلامهات وصور الأحبة القتلى .. وحكاوي سنرويها للأحفاد قبل النوم .. نراكم في أرواحهم الطرية كره الغدر .. ولصوصية ساسة الإحتراف .. علهم حين يستقيم منهم العود ويشتد الزند و يقوى الساعد .. يعاودون الكَّرة ثانية .. يقاومون السبي .. يصوغون ثورة كاملة الحلم طليقة السراح. · كنا نتوجس خيفةً حين تتغنى رؤوس الأحزاب .. بثورة كل الشعب .. ثورة بلا لون بلا رأس .. بلا قيادة أو عنوان .. برنامج أوهوية .. هم سعداء لأنهم محترفون للوثب العالي .. قفز الزانة بخنجر ومناوراة .. بحزمة وعد وتسويق وهم :- للشباب الساحات ولنا صالات الحوار .. لكم الموت برصاص القنص .. ونحن ننوب عنكم بالمخاصمة وجدل الصياغة .. بالصخب حول موقع علامات الإستفهام .. التعجب .. نقطة آخر السطر ومكان الفاصله. سلام عليكم أيها الشباب هكذا يردد عواجيز السياسة المخضرمين.. سلام عليكم فتية الثورة .. كنا نسمعه فحيحاً .. وكنا نجاهر بالشك .. حذار انه جلجلة أفعى .. إنها ليست ترانيم صلاة. سلام عليكم ايها الثائرون .. لن نسرق منكم ثورتكم .. أكملوها حينها فقط سنمضي معاً .. أنتم إلى القبر ونحن إلى القصر .. انتم إلى السموات العليا و الحياة الباقيه .. ونحن إلى صولجان الحكم .. وإدارة شئون هذه الدنيا الفانية !! · يمسِّد العجوز جسدة .. يتمطى .. تسمع قعقعة عظامه خشب جنازة .. ولكنه للحكم يرى نفسه فارس كر وحصان سباق .. لماذا لا ؟ .. هذا القصر على رمية حجر .. و الثائرون با رأس .. بلا حشد .. وهم عرضة للضياع في الزحام. إنتهى الدرس .. حان وقت إغلاق صفحة الثورة .. الآن زمن البناء .. جملة غير مفيدة في خطاب الإستلاب الأول . أنتهى الدرس .. إغلقوا كتاب الثورة .. الآن نكمل البدايات من خلف غرف الرخام .. ما أسهل الشهادة .. ما اصعب حكم البلاد إنتهى الدرس شباب سنقرع جرس انتهاء حصة الثورة .. وحتى لاننسى دعونا الآن نحنطها .. نمنحها سطراً في كتاب التاريخ .. صدقاً اعدكم كل عام بيوم إجازة وخطاب. انتهى الدرس سنشعل اللمبة الحمراء و نصدر نحن الزعيم قرار حظر التجمهر فشتان بين حقبة الثورة ولحظة لم الشمل .. واخذ صور تذكار مبتسمة متاسمحه مع قاتل الأطفال .. مخلوع هذه البلاد .. إنتهى الدر .. صمتاً ايها الشيخ المزمهر الضرير .. لم ينته الدرس بعد .. بالكاد يبدأ الآن أكمل الشعب تنقيح المنهج التصويب .. فرغ للتو من مذاكرة سفِر الأخطاء صفحة الاحزان .. غداً سيعاود خوض الأمتحان .. من قاعات الساحات الثائرة .. وعلى مسامعكم سيتلو دروس خاتمة الكتاب.. سيحدث هذا .. سنحب الوطن أكثر ونكف عن كره السياسة .. حين يعُاد لها النُبل .. الصدقية .. و الوقار. [email protected]  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي