الإمامة نكبة اليمن منذ الهادي للحوثي

د. عبده مغلس
السبت ، ٢١ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٦:٣٣ مساءً

من يقرأ التاريخ يجد إسم اليمن مرصعاً لصفحاته بأحرف من نور كحضارة وإنسان، بأرضه قامت الدول والحضارات ونشأت الملل والديانات، وربطت موانئه بسفنها وتجارتها قارات ودول العالم، وبرايات جنده ودعوة ابنائه رُفعت رايات الإسلام في أصقاع الأرض، ذلك اليمن الأرض والإنسان والدور والحضارة.

لكنه منذ دخول الإمامة بنسختها الهادوية وما تبعها من نسخ ومسميات عمدت على إخراج اليمن من دوره وريادته وحضارته، وحولت الشعب اليمني بقبائله وأقياله إلى "عُكْفَة" و"رعية" عكفة تحرس الإمامة وجيشها القامع لأي تمرد ضدها، ورعية تزرع وتحصد الغلال لها، وبهذا خرج اليمنيون من دورهم الحضاري والريادي الصانع للتاريخ، ومنذ ذلك التاريخ لم يُعرف لليمن دور أو حضارة أو ريادة.

وها نحن نعيش نموذج الإمامة بنسختها الحوثية المعاصرة التي انقلبت على مشروع الجمهورية ومشروع الدولة الإتحادية الهادف لاستعادة اليمن الدور والتاريخ والريادة والحضارة، وها نحن نشهد ممارسات الإمامة الحوثية الموت والقمع والإضطهاد والتنكيل ضد اليمنيين ومسخ هويتهم، والدمار لأرضهم والنهب لثرواتهم، وهاهي حربهم الضروس ضد الشرعية اليمنية ومشروعها تنفيذاً لدورهم ومشروعهم المستهدف اليمن وشعبه ونهضته، وها هي خمس سنوات قاسيات مرت على إنقلاب الإمامة الحوثية ضد الجمهورية والشرعية ومشروعها الإتحادي، وجرائم أعمالها شاهدة ماثلة تؤكد رغبتها وهدفها في تدمير اليمن الأرض والإنسان والمكانة والدور، وتجاوز استهدافها اليمن للمنطقة خدمة لمشروع إمامة ولاية الفقيه المنطلقة من قم.

على اليمنيين إدراك ما يراد لهم من الإمامة وعليهم أن يتيقنوا بأنها نكبة اليمن من الهادي للحوثي، وعليهم مواجهتها بمختلف مسمياتها ودعاتها فذلك هو طريق خلاصهم واستعادة وطنهم وريادتهم وحضارتهم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي